توقيت القاهرة المحلي 10:54:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر والسعودية (1- 2)

  مصر اليوم -

مصر والسعودية 1 2

عمرو الشوبكي

زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى القاهرة زيارة مهمة، شكل البعد الاقتصادى جانبها الأبرز، وشملت اتفاقات تجارية ومضاعفة الاستثمارات، بالإضافة لإعطاء القاهرة ما تحتاجه من المشتقات النفطية لمدة 5 سنوات قادمة، ودون أن يعنى ذلك غياب الأبعاد السياسية التى ظلت حاضرة فى مسار العلاقات المصرية- السعودية.

والحقيقة أن العلاقة المصرية- السعودية هى علاقة تاريخية قديمة عرفت اتفاقات واختلافات كثيرة، وربما تطوع الملك سلمان فى ريعان شبابه للقتال مع الشعب المصرى ضد العدوان الثلاثى يؤكد أن التوافق المصرى- السعودى كان كبيرا حتى أثناء وجود نظم سياسية متصارعة (نظام عبدالناصر الاشتراكى التحررى فى مواجهة النظام الملكى المحافظ فى السعودية).

أن يتطوع الملك سلمان، ومعه الملك فهد والأمير تركى فى مصر لمحاربة العدوان الثلاثى، يعنى أن قرار عبدالناصر بتأميم قناة السويس فى ذلك الوقت نال دعم النظم الملكية والقوى الثورية على السواء، لأن التحدى كان خارجياً والمواجهة كانت ضد الاستعمار، وعلينا أن نتصور معنى ودلالة أن يختار أمير مرفه سليل عائلة ملكية أن يقاتل فى بلد عربى آخر.

الدلالة الإيجابية لتطوع أبناء الملك عبدالعزيز بن سعود لمواجهة العدوان الثلاثى تكررت مرة أخرى مع الدعم السعودى لمصر بعد هزيمة 67، وأيضا وقف الملك فيصل ضخ البترول إلى أمريكا والدول الأوروبية مع انتصار 73.

ورغم هذه المشاهد شديدة الإيجابية فى تاريخ العلاقات بين البلدين، فإن هذا لم يمنع اختلافهما فى جوانب كثيرة نتيجة تصور كل نظام أن قوته فى نشر نموذجه على حساب الآخر، فاعتبر الخطاب الناصرى فى ذلك الوقت السعودية نموذجا للنظم الرجعية التى تقف ضد إرادة شعوبها، واعتبرت السعودية أن نظام عبدالناصر لم يكن نظاما عاقلا وورط مصر والعالم العربى فى حروب لا طائل لها.

والحقيقة أن المتغير الأكبر الذى حدث فى العلاقات المصرية والسعودية كان هو الاعتراف باختلاف الخبرات التاريخية بين كلا البلدين، وأن مصر لديها إرث جمهورى ونظام دستورى ومدنى يحاول أن يكون حديثا، وأن السعودية لديها نظام ملكى راسخ له تقاليد، ويحمل من داخله فرصاً للإصلاح والتقدم.

والمطلوب هو الاعتراف بخصوصية كل خبرة تاريخية واحترامها، ومواجهة أى محاولات لهدمها أو تفكيكها، ولذا ليس بالمستغرب أن تجد ملايين المصريين والسعوديين يحبون الراحل السعودى الكبير الملك فيصل والزعيم الراحل جمال عبدالناصر لمواقفهما القومية من ناحية، ولأن قضية الاختلاف فى شكل النظم السياسية لم تعد هى المتغير الرئيسى فى تحديد قوة العلاقات بين الدول من ناحية أخرى.

لماذا بقيت بريطانيا ملكية وفرنسا جمهورية؟.. هذه أسئلة يجيب عنها أساتذة التاريخ والاجتماع السياسى، ولكن كليهما ظل فى كيان واحد اسمه الاتحاد الأوروبى، والأمر نفسه ينسحب على مصر والسعودية، فالأولى ستظل جمهورية والثانية ستبقى ملكية، وليس فى مصلحة أحد أن يغير طبيعة النظام فى كل بلد كما تصور البعض فى الماضى.

مصر والسعودية خبرتان مختلفتان، ومع ذلك وقفتا فى خندق واحد حين كانت التهديدات الخارجية تحيط بالعالم العربى، سواء فى مواجهة العدوان الثلاثى أو العدوان الإسرائيلى، والآن هناك تحديات هائلة، فهل هناك ما يعوق هذه العلاقة الاستراتيجية، وكيف يمكن دفعها أكثر نحو الأمام على ضوء الزيارة الناجحة للملك سلمان بن عبدالعزيز؟.. هذا حديث الغد إن شاء الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر والسعودية 1 2 مصر والسعودية 1 2



GMT 02:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:31 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

GMT 07:42 2024 الأحد ,28 تموز / يوليو

الإسقاط على «يوليو»

GMT 05:04 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

إسرائيل و«حزب الله»... التدمير المتواصل

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 10:54 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

صلاح عبد الله ينشر وصيته في أبيات شعرية
  مصر اليوم - صلاح عبد الله ينشر وصيته في أبيات شعرية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon