توقيت القاهرة المحلي 08:01:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ممنوع الدخول

  مصر اليوم -

ممنوع الدخول

عمرو الشوبكي



أصعب شىء أن تمنع شخصاً من دخول بلد لأسباب مجهولة أو أمنية، أو يقف فى المطار لساعات، ثم تقول له غير مسموح لك بدخول أراضى البلد الذى حصل على تأشيرته، أو اعتاد أن يحصل عليها، من المطار تحت حجج مختلفة، ولكن الكلمة المفتاح هى «دوافع أمنية».

تكرر ذلك فى مصر أكثر من مرة، فى أسابيع قليلة، مع شخصيات لا تمثل أى خطر أمنى، فهم ليسوا متهمين فى قضايا إرهاب ولا تحريض على الإرهاب، وليس لهم نشاط سياسى معادٍ لتوجه النظام الجديد فى مصر، وليست لهم علاقات مريبة بجماعات دينية تضعها السلطات المصرية فى دائرة الاتهام، ومع ذلك تم منعهم من الدخول.

المنع من الدخول تكرر مؤخراً مع كاتبة وروائية لبنانية هى سونيا بوماد (للأسف لم أسمع عنها من قبل)، ونقلاً عن موقع العربية نت (المؤيد لمصر)، الذى نقل الخبر أمس على موقعه الإلكترونى، فإن السلطات المصرية منعت دخول الكاتبة والروائية اللبنانية إلى البلاد رغم استكمال أوراقها المقدمة للسفارة المصرية فى العاصمة النمساوية فيينا، والمرفقة بدعوة من دار نشر مصرية لتوقيع عقد روايتها الجديدة.

فوجئت الكاتبة برفض السفارة رغم أنها لم تمارس أى نشاط سياسى ضد مصر، بل تغطى أخبار وأحداث مصر لعدة صحف نمساوية وتقف بجانبها، وهى تعمل جاهدة على تشجيع السياحة لذلك البلد الذى احتضن انطلاقتها الأدبية.

وأيضاً أثناء زيارة هادى البحرة، رئيس الائتلاف السورى المعارض، وعضوى الائتلاف صلاح درويش وخالد الناصر، قررت السلطات الأمنية بمطار القاهرة السماح لكل من البحرة ودرويش بالدخول إلى مصر، ورفضت دخول خالد الناصر ورحَّلته.

والمفارقة أن رئيس الائتلاف السورى المعارض التقى أثناء زيارته الأخيرة لمصر كلاً من سامح شكرى، وزير الخارجية، ونبيل العربى، الأمين العام للجامعة العربية، ومع ذلك لم يُسمح بدخول الوفد كاملاً.

وقد سبق لسلطات المطار أن منعت الباحثة الأمريكية فى مؤسسة كارنيجى ميشيل دن من دخول مصر، وهى واحدة من أكثر الباحثين الأمريكيين المتخصصين فى الشأن المصرى، ومن أكثرهم تأثيراً، واتخذت موقفاً معارضاً من مسار 30 يونيو، وغاب عن بعض كتاباتها الموضوعية التى تتطلبها مهنة البحث السياسى.

ومع ذلك تصرف المجلس المصرى للشؤون الخارجية بذكاء واضح، ودعا الباحثة الأمريكية، وكان هذا بداية تحول حقيقى فى ذهنيتنا تقول: لابد من الحوار مع المختلفين فى الرأى عن قناعة وليس مصلحة قطرية أو إخوانية، وللأسف تم منعها من دخول مصر وتحولت قضيتها من قضية خاصة تتعلق بالاختلاف مع آرائها الشخصية إلى قضية رأى عام تخص حتى المختلفين مع آرائها.

وقد سبق أن أشارت د. نيفين مسعد إلى هذا الأمر، فى مقال مهم بجريدة «الوطن» تحت عنوان: «بترشيد الأمن تصلح السياسة»، وذكرت عدة وقائع «منع من الدخول»، إحداها كانت لجامعى سورى مرموق تعلَّم فى مصر، وكان مدعواً لحضور المؤتمر الثالث عشر للجمعية العربية للبحوث الاقتصادية، وأيضا منع دخول 5 نقابيين ليبيين من أصل 10 جاءوا للمشاركة فى ندوة عن تحديات العمل النقابى فى مصر وتونس وليبيا، فى وقت يتحرك العالم فيه كله صوب ليبيا، ونتحدث عن ضرورة استعادة قوتنا الناعمة هناك، وتصرفات من هذا النوع تصعب من قدرتنا على الدفاع بشكل فعال عن أنفسنا.

لا أحد ينكر أن هناك أخطاراً أمنية تحيط بمصر من كل جانب، وهناك تهديدات تستهدف الدولة والشعب، ولكن لمواجهة هذه التهديدات مطلوب تطوير رؤيتنا لمفهوم الأخطار الأمنية حتى نستطيع أن نتقدم للأمام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ممنوع الدخول ممنوع الدخول



GMT 06:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزائري خارج الجزائر

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة السيستاني الذهبية

GMT 06:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة في حفرة الأرنب

GMT 06:26 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

خنادق الآيديولوجيا وأقفاصها

GMT 06:25 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب الساعات الأربع!

GMT 06:23 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تتهدّد الحربُ الأهليّة لبنان؟

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منطقتنا واليوم التالي

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon