توقيت القاهرة المحلي 07:15:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من أميركا (3- 4) الرهانات الخاسرة

  مصر اليوم -

من أميركا 3 4 الرهانات الخاسرة

عمرو الشوبكي

اتخذت الولايات المتحدة منذ اليوم الأول لانتفاضة الملايين من المصريين فى 30 يونيو موقفا معارضا، واستمرت فى رهانها على الإخوان فى محاولة للوصول إلى حلول وسط بين السلطة الجديدة والجماعة، حتى تيقنت استحالة تحقيق هذا الحل، وأنه لابد أن تكون هناك سلطة واحدة، ومن خلالها يمكن معارضتها أو تأييدها.

والحقيقة أن رهان أمريكا على الإخوان هو جزء من رحلة الرهانات الأمريكية الخاسرة على مدار أربعة عقود، بدأتها بدعم المجاهدين فى أفغانستان دون أى شروط حتى انكوت بنارهم فى 11 سبتمبر، فعادت وأعلنت الحرب على الإرهاب وأسقطت حكم طالبان فى أفغانستان بشرعية دولية، ثم غزت العراق واحتلته رغم أنف الشرعية الدولية، وتحولت حربها ضد الإرهاب إلى أحد مصادر انتشار الإرهاب فى العالم كله.

مشروع أمريكا فى العراق نظر إليه البعض باعتباره تكراراً للمشاريع الاستعمارية القديمة، والحقيقة أنه لم تكن له علاقة بمشاريع الاستعمار القديمة، صحيح أن ثراء العراق شجعها على غزوه، ولكن لم يكن الهدف هو احتلال منابع النفط كما روج البعض، إنما فرض نموذج ديمقراطى على العراق، ليس حباً فيه ولا فى العالم العربى، إنما باعتباره سيجلب الاستقرار للمنطقة ويعمل على اختفاء الإرهاب الذى ضرب أمريكا فى عقر دارها فى 11 سبتمبر.

فشل المشروع الأمريكى فى العراق، وتراجع خطاب التبشير الأمريكى بالديمقراطية المصنعة خارج الحدود، وجاءت فرصة جديدة لحل مشكلة تدخلها الفاشل فى العراق بظهور تجربة أردوجان كنتاج للتفاعلات الداخلية التركية، وبدأت أمريكا فى دعم ما سُمى تجربة الإسلاميين المعتدلين، خاصة بعد أن حقق أردوجان نجاحات كبيرة فى بداية حكمة وكررت رهاناتها على الإخوان فى مصر واعتبرتهم تيارا قادرا على جلب الاستقرار ومحاربة التطرف.

رهان الأمريكيين على الإخوان لم نفهمه جيدا فى مصر، لأنه لم يكن رهانا عقائديا، ولا كله مؤامرات سرية، إنما كان رهانا على من روج أنه الأقوى والقادر على حفظ المصالح الأمريكية والبقاء فى السلطة 500 عام، فيضمن الأمن والاستقرار فى تلك المنطقة الملتهبة من العالم.

وبعد فشل الإخوان تغير الأمريكان بكل سلاسة، ليس لأنهم خانوا زواجهم الكاثوليكى، إنما لأنهم صاروا ورقة محروقة، وحتى أردوجان بات يثير النقد أكثر من الإعجاب، وبدت أمريكا ونحن معها وكأننا ندور فى حلقة مفرغة.

وأصبح السؤال المطروح بعد أكثر من 10 سنوات على الرهانات الخاسرة: كيف يفكر الآن الأمريكيون فى منطقتنا العربية، خاصة مصر؟ تقديرى الخاص، على ضوء ما سمعته وشاهدته فى أيام واشنطن الأربعة وحوارات تمت على هامش المؤتمر، أن الولايات المتحدة لم تعد تعطى أهمية من الأصل لقضية الديمقراطية فى العالم العربى، (وهذا أمر حسن يعطينا فرصة حقيقية للوصول إليها)، وأن المطلوب هو فقط حد أدنى من حقوق الإنسان، (لا مانع أيضا من أن يوظف وفق المصالح السياسية)، وحد أكبر من الاستقرار بات مطلوباً فى كل الأحوال، وحصار إرهاب داعش وحلفائها.

من غير المتوقع أن تدخل أمريكا فى مواجهات حقيقية مع النظام المصرى أو مع غيره حول موضوع الديمقراطية طالما ظلت الأوضاع مستقرة، وهامش الحرية المعتاد محافظا عليه، وهو على كلٍّ أمر جيد لأن مستقبل مصر سيصنعه فى كل الأحوال المصريون إذا أرادوا أن يغيروا من واقعهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أميركا 3 4 الرهانات الخاسرة من أميركا 3 4 الرهانات الخاسرة



GMT 06:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزائري خارج الجزائر

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة السيستاني الذهبية

GMT 06:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة في حفرة الأرنب

GMT 06:26 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

خنادق الآيديولوجيا وأقفاصها

GMT 06:25 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب الساعات الأربع!

GMT 06:23 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تتهدّد الحربُ الأهليّة لبنان؟

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منطقتنا واليوم التالي

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon