توقيت القاهرة المحلي 11:45:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من قوافل المظاليم

  مصر اليوم -

من قوافل المظاليم

بقلم عمرو الشوبكي

لا أنكر أنى منحاز، سياسياً وإنسانياً، لهؤلاء المنسيين من المعتقلين ممن ليس لهم «ظهر دولى» يثير قضاياهم فى المحافل الدولية، وفى نفس الوقت لم يحرِّضوا أو يمارسوا العنف، وهؤلاء تصورت خطأً أن الحكم سيعى معنى أن يكون هناك مئات وربما آلاف المعتقلين من الذين يمكن وصفهم بأنهم مظاليم وأبرياء، وأقصى ما يستطيعون القيام به أن يصلوا لمحام محلى يدافع عنهم، وظلوا بعيدين كل البعد عن اللعب بورقة الخارج، ومع ذلك، وربما بسبب ذلك، استبيحوا لسنوات فى السجون، ولم يجدوا فعلاً من يحنو عليهم ويستمع لأنينهم وشكواهم.

وها أنا ذا أعيد الكتابة مرة ثانية عن حالة سبق أن كتبت عنها منذ أكثر من عام تحت عنوان «رسالة برىء» (وقدمت شكوى للمجلس القومى لحقوق الإنسان من أجل إرسالها للرئاسة) عن المهندس بحرى محمد جودة، نجل عميد بحرى سابق، أحسن تربيته مثلما اعتدنا من أبناء القوات المسلحة، لعل وعسى هناك من يسمع.

وقد أرسلت شقيقته منى جودة رسالة مطولة جاء فيها:

د. عمرو الشوبكى

تحية طيبة وبعد،

أراسل حضرتكم بعد تمام 19 شهراً من احتجاز أخى محمد الاحتياطى فى سجن العقرب «شديد الحراسة»، بتهمة الانتماء لجماعة أنصار بيت المقدس المحظورة.

 تم احتجاز محمد فى 21- 8- 2014، دون تحقيق معه ودون سماع أقواله.

المتهمون فى القضية 213 متهماً، لا تتم محاكمة متهم بمفرده، بل تتم الإجراءات على كل المتهمين بالتوالى، فيتم فك الأحراز للجميع، ثم سماع الشهود للجميع، ثم المرافعة للجميع.

 أوراق القضية 18000 ورقة، لا يخص محمد من كل هذه الأوراق غير ثلاثة أسطر كتبها ضابط الأمن الوطنى المسؤول عن القضيه (ذكرت اسمه وأعتذر عن عدم نشره)، وهو الشاهد الوحيد على محمد. ويقول فيها إنه منضم لخلية العريش، وقد قام بأخذ دورة تدريبية لتجهيزه ليقوم بأعمال إرهابية فى الإسماعيلية.

وعند سؤال ضابط الأمن الوطنى فى المحاكمة عن محمد، قال: لا أتذكر، وألتزم بأقوالى فى التحريات.

 نحن الآن فى انتظار الجلسة العشرين 10- 4- 2016 لسماع الشهود من 41- 45، أى استغرق سماع 45 شاهداً ما يزيد على 7 أشهر، مع العلم أن إجمالى عدد الشهود 815 شاهداً. ويتمسك محامو المتهمين الآخرين بسماع الشهود حتى آخر شاهد، أى 127 شهراً، أى ما يعادل 10 سنوات إذا ما ظل معدل سماع الشهود ثابتاً، وذلك دون النظر لجلسات المرافعة. وقد طلبنا من محامينا أن يصور كل أوراق القضية «18000» ورقة لكى يبحث عن أى كلمة تشير لأخى محمد، فقد يكون متهم آخر وشى به، أو تم تلفيق أى أحراز له، ولكن بفضل الله لم نجد شيئاً سوى الأسطر الثلاثة السابق ذكرها.

ولا ندرى من الذى زجَّ بأخى فى هذا الخندق المظلم. الخندق الذى يذوق ويلاته كل يوم هو وأمه وأبوه وأختاه، فالأسرة كلها تتجرَّع المهانة والذل فى كل محاولة للزيارة، انتظاراً فى الهواء الطلق من الساعة الخامسة صباحاً. أمى وأبى، اللذان زاد عمرهما على 65 سنة، واقفان على أرجلهما صامدان ساكتان يبتلعان آلام الحسرة، أما أنا فأبقى فى صمتى حتى لا أخرج لهب النار الذى بداخلى فيلتهم كل من هو فى وجهى، فقط لأزور أخى وأراه.

ظلم بيِّن أن يظل سنوات شبابه محتجزاً فى السجن لتهمة لا علاقة له بها، وأتمنى أن ينظر القاضى فى أمر الـ67 متهماً، ومن كان بعيداً عن القضية فليحكم ببراءته، أما من كان له ارتباط وثيق بالقضيه فيحاكم، ولكن الأمر بطىء كل البطء.

مرفق لسيادتكم صورة جواز السفر الملاحى لمحمد، وملخص لتحركاته خلال السنوات الثلاث قبل القبض عليه، وهى سنوات عمله بعد التخرج. وفيما يلى البيانات الرئيسيه عنه:

محمد جودة عبدالله عبدالله محمد راشد

 بطاقة رقم قومى: 28511260201859

 رقم عضوية نقابة المهندسين: 06543 /59

نشكر لكم مساعدتكم،

ولا حول ولا قوة إلا بالله.

الأخت/ منى جودة عبدالله محمد راشد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من قوافل المظاليم من قوافل المظاليم



GMT 02:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:31 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

GMT 07:42 2024 الأحد ,28 تموز / يوليو

الإسقاط على «يوليو»

GMT 05:04 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

إسرائيل و«حزب الله»... التدمير المتواصل

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 10:59 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه
  مصر اليوم - إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon