توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المعايير المزدوجة

  مصر اليوم -

المعايير المزدوجة

بقلم - عمرو الشوبكي

رفض استهداف المدنيين في أي حرب أو صراع مسلح موقف مبدئى يجب التمسك به كموقف مبدئى بصرف النظر عن جنسية أو ديانة الضحية ووفق معيار قانونى واحد كما تنص المواثيق الدولية.

والحقيقة أن هذه البديهية غابت تقريبًا عن الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، واتضح منذ عملية حماس في قلب إسرائيل ثم رد دولة الاحتلال بضرب قطاع غزة واستهداف المدنيين كيف أن المجتمع الدولى تبنى سياسة الكيل بمكيالين والمعايير المزدوجة.

فقد قتلت الغارات الإسرائيلية ما يقرب من ٣ آلاف فلسطينى، بينهم ٧٠٠ طفل، كما أبادت ٥٠ أسرة مدنية بالكامل، بجانب سقوط ١٠ آلاف مصاب، غالبيتهم الساحقة من المدنيين.

واللافت أن الضفة الغربية التي تشهد مظاهرات شعبية غير مسلحة أطلق فيها الجيش الإسرائيلى النار على المتظاهرين، فقتل حوالى ٦٠ فلسطينيًّا مدنيًّا، دون أي إدانة من قِبَل المجتمع الدولى.

استهداف إسرائيل للمدنيين أمر ثابت في كل عملياتها العسكرية وممارساتها اليومية كقوة احتلال، وتكفى الإشارة إلى انتفاضة الحجارة، التي اندلعت في ١٩٨٧، في أعقاب عملية دهس قام بها سائق شاحنة إسرائيلى يوم 8 ديسمبر 1987 في حق مجموعة من العمال الفلسطينيين العزل في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، حيث لم تؤدِّ بالعالم الغربى إلى وصف السائق الإسرائيلى بأنه إرهابى مثلما يفعل مع المتطرفين الإسلاميين.

وقد كان هذا الاعتداء هو الشرارة التي فجرت «انتفاضة الحجارة»، حيث تظاهر عشرات الآلاف من الفلسطينيين في مختلف المدن الفلسطينية، وهاجموا أهدافًا إسرائيلية، مستعملين الحجارة والسلاح الأبيض، بينما استعملت قوات الاحتلال الأسلحة النارية والدبابات، فمات 1162 فلسطينيًّا، بينهم حوالى 241 طفلًا، وأُصيب نحو 90 ألفًا، واعتُقل ٦٠ ألف فلسطينى، وتم تدمير ونسف 1228 منزلًا، واقتلاع 140 ألف شجرة من المزارع الفلسطينية، كما قُتل 160 إسرائيليًّا، أغلبهم جنود، ومع ذلك ظلت معايير أمريكا المزدوجة لا ترى الجرائم الإسرائيلية، بل فقط رد فعل فصائل المقاومة عليها.

استهداف المدنيين الفلسطينيين كان الشرارة التي أشعلت انتفاضة الحجارة، ومع ذلك لم يتخذ المجتمع الدولى موقفًا من الاعتداءات الإسرائيلية، وتمسك بمعاييره المزدوجة، وهو ما دفعها إلى الاستمرار في نفس السياسة الاستيطانية طوال العقود الماضية.

من المؤكد أن معايير القوى الكبرى المزدوجة في النظر للصراع الفلسطينى الإسرائيلى ساعدت إسرائيل في التمادى في سياساتها الاستيطانية، وجعلت هناك صعوبة في أي حديث عن تسوية سلمية قريبة، فإسرائيل لم تصل بعد إلى النقطة التي تراجع فيها نفسها، وتقول بعد كل هذه المواجهات والضحايا والقتلى إنها بحاجة إلى السلام، وترغب في دفع استحقاقاته، إنما هي لا تزال تحكمها «غطرسة القوة».

لا يمكن قبول عمليات القتل المتعمد التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة تحت حجة الدفاع عن النفس، ولا يمكن قبول سياسة المعايير المزدوجة، التي جلبت الظلم والحروب والقتل إلى المنطقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعايير المزدوجة المعايير المزدوجة



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon