توقيت القاهرة المحلي 20:33:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حوارات لبنانية

  مصر اليوم -

حوارات لبنانية

بقلم - عمرو الشوبكي

جاءت مشاهد الدمار التى خلفها العدوان الإسرائيلى على لبنان لتثير أحزانا كثيرة، سواء بسبب عدد الشهداء الذين سقطوا وبلغوا حوالى ٢٤٠٠ شخص، أو بسبب البلد الذى يدمر وتقصف أحياؤه السكنية بقسوة وخاصة فى الضاحية الجنوبية وفى مدن وقرى الجنوب اللبنانى.

ولأن هذا البلد أعرفه جيدا وزرته عشرات المرات ولدىّ فيه صداقات منذ زمن طويل، وأعرف كثيرا من أساتذته الجامعيين وكُتابه وصحفييه وأيضا مناطقه المختلفة وتعقيدات اختلافاته المذهبية والسياسية.. لذا لم يكن غريبا أن يكون الموقف من حزب الله محل خلاف عميق بين اللبنانيين، وأخذ أبعادا مجتمعية لم تخل من جوانب دينية ومذهبية حتى وسط من يرون إسرائيل عدوة، ويجب مقاومتها.

والحقيقة أن النقاش اللبنانى والسورى حول حزب الله تحمل أبعادا كثيرة، فهناك من يعارض الحزب بقسوة بسبب مشاركته فى حرب سوريا واتهامه بأنه السبب الرئيسى وراء استمرار النظام السورى وسقوط آلاف من الضحايا، كما رفض كثير من اللبنانيين إدخال البلاد فى حرب من أجل غزة، حتى لو تضامنوا بشكل كامل مع القضية الفلسطينية، وهناك من اعتبر أن سلاح حزب الله يمثل حماية للبنان من إسرائيل التى باتت دولة عدوانية لا توقفها أى مبادرات أو اتفاقات سلمية ولا مواثيق دولية.

والحقيقة أن هذه المواقف المختلفة كنت أعرفها منذ زمن وتبلورت أكثر من خلال مناقشاتى طوال الأسبوع الماضى مع أصدقاء لبنانيين، فهناك من قال لى إنه يحمل حزب الله «مظالم كثيرة»، وذكر لى معاتبا موقف صديق مشترك (من نفس مذهبه) كتب مرثية فى وفاه السيد حسن نصر الله، واختلف مع موقفه، وهناك صديق ثالث كاتب صحفى ورئيس تحرير أحد المواقع اللبنانية وهو من المتعاطفين مع حزب الله تعاطفا «عاقلا» وينتقده فى بعض الجوانب لكنه مؤمن بضرورة الحفاظ على وجوده كقوة مقاومة، بعد العدوان الإسرائيلى أصبح موقفه أكثر دعما للحزب دون أن يفقد حسه النقدى.

كثير من المثقفين اللبنانيين والعرب ممن يعارضون توجهات حزب الله صدمهم مسلسل الجرائم الإسرائيلية فى غزة ولبنان واستهداف المدنيين واصطياد قادة المقاومة، وقالوا طالما تعلن إسرائيل رفضها الكامل لأى تسوية سلمية وحل الدولتين ولا تكترث بالسلطة الفلسطينية ولا تعبأ بالمجتمع الدولى وقرارات الأمم المتحدة وعجزت قوى الاعتدال العربية مع الضغوط المدنية والشعبية الدولية عن أن تدفع إسرائيل للالتزام بقرارات الشرعية الدولية، فإنه يمكن التغاضى عن أخطاء حزب الله أو تصويبها فى مرحلة لاحقة، طالما يقاوم إسرائيل ويمثل شوكة فى ظهرها وقدم بالفعل تضحيات كبيرة.

الحوار اللبنانى والعربى حول حزب الله له أبعاد كثيرة ويحمل أيضا آراء مختلفة.. لكن من الواضح أن ما تقوم به إسرائيل جعل المؤيدين وأغلب المعارضين لحزب الله يتمنون نجاحه فى الصمود فى وجه العدوان الإسرائيلى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوارات لبنانية حوارات لبنانية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
  مصر اليوم - نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 23:18 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

علاج جيني جديد لفشل القلب يحقق نتائج مبهرة خلال التجارب

GMT 06:24 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقنيات عديدة يمكن استخدامها للدخول في النوم سريعًا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:03 2019 الإثنين ,05 آب / أغسطس

ازمة في الاتحاد السكندري بسبب مواعيد الكأس

GMT 00:30 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

جماهير المصري تدعم الفريق قبل مواجهة النجوم

GMT 22:45 2024 الجمعة ,23 آب / أغسطس

قصي خولي يقدم برنامج "من سيربح المليون"

GMT 00:03 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

المصري يرفض الإستغناء عن بوسكا

GMT 21:20 2019 الخميس ,25 تموز / يوليو

سموحة يتعاقد مع الليبي محمد الترهوني

GMT 10:04 2018 الأحد ,08 تموز / يوليو

نجاح المصرى بالخارج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon