توقيت القاهرة المحلي 08:29:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين احتجاجين

  مصر اليوم -

بين احتجاجين

بقلم - عمرو الشوبكي

احتجاجات السودان تقاطعت فى توقيتها مع احتجاجات فرنسا، فقد انطلقت مظاهرات واحتجاجات واسعة فى كلا البلدين، وبقى الفارق فى تعامل الحكومتين مع تلك الأحداث حتى وصل لحد التناقض.

من الوارد أن تحتج الشعوب فى كل مكان فى العالم شمالا وجنوبا وفى دول متقدمة ونامية وفقيرة وغنية، ويبقى الفارق هو فى تعامل السلطات مع هذه الاحتجاجات وكيف تنظر لمطالب شعوبها وكيف أن بقاء أى رئيس (مهما كانت سياساته) لثلاثين سنة فى السلطة يمثل فى ذاته أزمة، فما بالنا إذا كانت سياساته كارثية وأوصلت بلادة إلى أزمات سياسية واقتصادية وثقافية غير قادرة على الخروج منها.

فى فرنسا انطلق الرئيس الفرنسى من أن هناك مشكلة اقتصادية وسياسية حقيقية، وهناك جزء من الشعب لديه مشكلة مع سياساته، أما فى السودان فانطلق الرئيس السودانى من أن هناك مؤامرة على السودان يقودها مأجورون وخونة (استخدم هذه التعبيرات حرفيا).

قال الرئيس الفرنسى، فى خطاب متلفز، إنه يشعر بالناس والعمال والأمهات والعجائز والأرامل، وأقر أنه أعطى انطباعا أنه وضع أولويات أخرى غير ما يعيشه غالبية الفرنسيين وأنه دون أن يقصد جرحهم وأكد أنه لا ينتمى إلا للشعب، وقرر رفع الحد الأدنى للأجور 100 يورو كل شهر وألغى الضرائب الإضافية عن ساعات العمل الإضافية وعلى من تقل معاشاتهم عن 2000 يورو، وأنه سيعمل على وضع عقد اجتماعى جديد وأطلق جملته الشهيرة «أعلن حالة الطوارئ الاجتماعية» وهو عكس ما كان يروج له البعض بأن الحل فى قمع المتظاهرين وفرض حالة الطوارئ.

تراجع ماكرون وخرج استفتاء بعد خطابه جاء فيه أن 54% من الفرنسيين يرون ضرورة توقف حركة السترات الصفراء وأن 50% اقتنعوا بكلامه بعد أن كان ثلثا الشعب يؤيدون الحركة وهو بلا شك نجاح ولو جزئى للرجل.

لن تنتهى حركة الاحتجاجات فى فرنسا كليا لأن لها أبعادا أعمق من سياسات ماكرون، وهى قادرة على إصلاح النظام وتصويب سياساته لأن السلطة فى فرنسا احترمت منذ البداية التحركات الشعبية واعتبرت أن من حق جزء من الشعب أن يعترض سلميا على سياستها (ورفضت وواجهت العنف)، أما فى السودان فقد انطلقت السلطة من أن الشعب ليس رقما فى معادلة الحكم وأن الاحتجاج على سياسات الحاكم سلميا بالاعتراض أو التظاهر يعنى مؤامرة على الدولة والنظام وعلى الشعب نفسه، وتصبح خيارات تغيير النظام أو الحروب الأهلية أو الفوضى هى النهاية الطبيعية لأى احتجاجات يرفض وجودها السلمى النظام القائم.

احتجاجات السودان مآلها كما قال الخبير العالمى فى شؤون أفريقيا والسودان هانى رسلان أنها ستغير النظام الحالى، وربما تؤدى إلى نظام أفضل يحترم حقوق شعبه فى بناء الديمقراطية ودولة القانون.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين احتجاجين بين احتجاجين



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:22 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية
  مصر اليوم - حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon