توقيت القاهرة المحلي 09:22:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما بعد الانتخابات

  مصر اليوم -

ما بعد الانتخابات

بقلم : عمرو الشوبكي

 أعطت مشاهد الانتخابات الرئاسية المصرية مؤشرات كثيرة عما يمكن أن يحدث بعدها، سواء بالمراجعة أو تصحيح الأخطاء أو باستكمال نفس الأداء والإدارة.

والمؤكد أن مشاهد الانتخابات كانت عديدة، بعضها يجب أن يراه المعارضون قبل المؤيدين، وهو وجود كتلة من الناخبين المصريين مؤيدة للرئيس السيسى عن قناعة حقيقية وصوّتت عن إيمان كامل دون أى ترغيب أو ترهيب، تقابلها مشاهد أخرى رصدها البعض دون تحديد حجمها بالضبط، (كتبت الصحافة الأجنبية بتوسع عن هذه المشاهدات)، أشارت إلى وجود حشد أجهزة الدولة للناخبين من أجل المشاركة فى الانتخابات.

ومع ذلك، اعتُبر المشاركون هم الوطنيون، فى حين اعتُبر المقاطعون من الخونة وأهل الشر، رغم أنه فى كل النظم السياسية التى تحرص على الجوهر وتهتم بالمضمون تتعلم من نسب المشاركة وتحللها وتعرف أسبابها وتعمل على تصحيحها من أجل ضمان مشاركة حرة أكبر فى أى استحقاق انتخابى.

أما المشهد الثانى فهو استمرار الخلط بين المواقف المبدئية والثابتة لأى أمة من الأمم وبين تقييم الأداء السياسى والبرامج والرؤى الاقتصادية، ففى بلد مثل مصر يجب أن يكون هناك توافق وإجماع وطنى- (وحتى قبول فكرة الكل فى واحد)- على مواجهة الإرهاب والدفاع عن الدولة الوطنية والنظام الجمهورى والدستور المدنى، فالالتزام بهذه القيم والمبادئ يُعد شرطاً لقبول أى تيار سياسى داخل العملية السياسية.

بالمقابل، فإن المشاركة فى الانتخابات فى كل النظم السياسية يجب ألا تكون معيار الوطنية، حتى لو كانت دليل إيجابية ومظهراً من مظاهر صحة المجتمع والنظام السياسى، كما أن عدم المشاركة ليس دليلاً على عدم الوطنية مادام لم يهدد المبادئ الأساسية السابقة لنظامنا السياسى.

مازالت مصر تعانى غياب التمييز بين القوى التى تهدد النظام السياسى ولا تؤمن بالدولة الوطنية ولا الدستور المدنى ولا بالنظام الجمهورى، وبين القوى المؤمنة بهذه الثوابت وتختلف على بعض أو كل السياسات الراهنة.

فالخلاف مع أولويات الرئيس أو مع سياساته لا علاقة له بالوطنية والخيانة ولا بالتآمر على البلد ولا تنفيذ أجندة الإخوان، إنما له علاقة بفتح نقاش عام صحى حول قضايا الإصلاح السياسى والاقتصادى وحول طرق التنمية وحول وجود سلطة تشريعية قوية معبرة عن المجتمع وتنال ثقته، ومؤسسات دولة تخضع للمحاسبة وتُدار بقدر مقبول من الشفافية.

يقيناً، مشهد الانتخابات وإدارته وقعت فيه أخطاء كثيرة، المطلوب تصحيحها فى مرحلة ما بعد الانتخابات.

علينا أن نميز بين الجوهر والشكل، وبين الثابت والمتغير، وبين الأساسى والتفصيلى، فهى كلها أمور فى صالح أى نظام سياسى وفى صالح تقدم هذا البلد.

مطلوب فى مرحلة «ما بعد الانتخابات» أن نستمع لأصوات متنوعة كثيرة داخل المجتمع حريصة على تقدم البلد وعلى مؤسساته أكثر بكثير من أصحاب الصوت العالى من المؤيدين والمبايعين فى كل العصور، وستبقى قدرة الصحافة الوطنية إحدى أدواتنا لنقل هذا التنوع، حتى لو أخطأت أحياناً، فيجب استيعابها حتى لا يُترك البلد لصوت واحد فى الداخل وأصوات هدم وتحريض فى الخارج.

نقلاً عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بعد الانتخابات ما بعد الانتخابات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon