توقيت القاهرة المحلي 19:41:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محاربة الإرهاب وحقوق الإنسان

  مصر اليوم -

محاربة الإرهاب وحقوق الإنسان

بقلم : عمرو الشوبكي

من الصعب على أى مجتمع يعانى من الإرهاب أن يدفن رأسه فى الرمال ولا يعتبر أن حربه ضد الإرهاب تتطلب إجراءات استثنائية وقيودا على حرية الرأى والتعبير وحقوق الإنسان.

فقد فرضت فرنسا قيوداً على حقوق الإنسان واتخذت إجراءات استثنائية فى مواجهة الإرهاب الذى ضربها من أجل حماية مواطنيها وأمنها القومى، وفعلت أمريكا ما هو أكثر عقب اعتداءات 11 سبتمبر من إجراءات استثنائية وملاحقات أمنية، وكذلك فعلت بريطانيا التى تعيش حاليا تحت وطأة الدهس والدهس المضاد.

والحقيقة أن الفارق بين ما يجرى عندنا وما جرى عند غيرنا، أن فى الأولى القيود والملاحقات الأمنية تطال أصحاب الرأى والتوجه السياسى المختلف، وليس الإرهابيين أو المشتبه بوجود علاقة لهم بالإرهاب.

فحين يتم إيقاف 10 أشخاص فى فرنسا ومثلهم فى لندن للاشتباه بعلاقتهم بالجماعات الإرهابية لا يعتقلون، لأن لهم رأيا سياسيا مخالفا للرئيس الجديد إيمانول ماكرون، ولأن هناك ضابطا فى أمن الدولة حلف بالطلاق أن يؤدب هذا الشاب، لأن «شكله مش عاجبه»، ولا توجد فى هذه البلاد أذرع إعلامية تطلق لتلفيق التهم ضد المعارضين بأوامر من أجهزة الدولة.

الفارق واضح بين اتخاذ إجراءات استثنائية للحفاظ على سلامة شعب من خطر الإرهاب، وبين اتخاذ إجراءات استثنائية لملاحقة كل من يقول كلمتين ضد الحكم على الفيسبوك لا علاقة لهم بالإرهاب.

ما علاقة محاربة الإرهاب باعتقال عشرات الشباب الذين أبدوا معارضتهم للتنازل عن تيران وصنافير أو اعتقال مناضل سياسى، مثل كمال خليل، الذى تجاوز عمره 70 عاما، لأنه دعا للاعتصام فى مواجهة اتفاقية ترسيم الحدود، هؤلاء باليقين ليسوا إرهابيين.

صحيح هناك من المؤيدين العقلاء من اعتبر هؤلاء شتّامين وليسوا معارضين وعرض نماذج لتعليقات فيها سب وقذف وتخوين لمن فى الحكم، وهى أمور مرفوضة مهما كان قائلها، ولكنهم نسوا أو تناسوا أن هناك من المؤيدين للنظام الذين ينتمون لفئة المحصنين ترك لهم الحبل على الغارب لشتم الناس كل يوم، وفى أحيان كثيرة يتطاولون على من فى الحكم، ومع ذلك يتركون لأن دورهم مطلوب ويمكن إطلاقهم فى أى وقت على خلق الله.

فمسطرة العدالة فى مصر غائبة، ومحاسبة المخالفين وتطبيق القانون وأحكام القضاء تتم بشكل انتقائى وحسب الأهواء وبصورة غير مسبوقة.

معركتنا ضد الإرهاب حقيقية وكبيرة ولا أفهم كيف تفتعل الدولة معركة أخرى بهذه القسوة مع معارضين سلميين وتترك معركتها الرئيسية ضد الإرهاب والإرهابيين، وتفترض أن محاربة الرأى الآخر وإغلاق النقاش العام حول قضايانا السياسية والاقتصادية من التحول الديمقراطى المعطل، مرورا بالمشاريع القومية الكبرى المثيرة للجدل، وانتهاء بالأداء الحكومى الكارثى فى ملف تيران وصنافير سيجعلها تنتصر فى معركة التنمية ومحاربة الإرهاب.

إذا استمر هذا الخلط بين حصار داعمى الإرهاب وحصار داعمى الديمقراطية فإن هذا يعنى أننا لن ننتصر فى حربنا ضد الإرهاب.

العفو الرئاسى على المحبوسين أمر جيد ويجب أن تسبقه سياسات جديدة توقف سيل الملاحقات الأمنية بحق شباب أحزاب مدنية، ومهما كانت درجة خلاف الدولة معهم فهم فى النهاية أصحاب رأى يجب على أى نظام سياسى أن يناقشهم أو يواجههم برأى آخر لا بالاعتقال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاربة الإرهاب وحقوق الإنسان محاربة الإرهاب وحقوق الإنسان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon