توقيت القاهرة المحلي 20:43:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استشهاد محارب

  مصر اليوم -

استشهاد محارب

بقلم : عمرو الشوبكي

استُشهد السنوار فى ساحة المواجهة مع قوات الاحتلال بسلاحه وهو فوق الأرض وليس تحتها؛ فلم يختبئ داخل الأنفاق ولم يحتمِ بالرهائن، وطُويت صفحة قائد عسكرى كان محل جدل طوال الفترة الماضية داخل غزة وخارجها، ولم يختلف معارضوه على صدقه فى اختيار المقاومة المسلحة، وكان يعرف أنه سيدفع حياته ثمنًا لها، وهو ما حدث.

طُويت صفحة يحيى السنوار ولكن لم تُطو صفحة المقاومة طالما بقى الاحتلال، والجدل حول شخصيته قائم قبل خروجه من سجون الاحتلال وبعدها وقبل عملية 7 أكتوبر وبعدها، ولكن الطريقة التى قُتل بها جعلته إحدى أيقونات قادة التحرر فى العالم حتى لو اعتبره أعداؤه أنه «إرهابى» ونعتوه بأسوأ الصفات.

سيفتح النقاش فى وقته حول تجربة حماس عقب سيطرتها المسلحة فى 2007 لقطاع غزة وإقصاء فتح والسلطة منها، وسيفتح أيضًا باب إدارة الضفة الغربية عقب رحيل الزعيم ياسر عرفات ومسؤولية السلطة وحماس عن تعميق الانقسام الفلسطينى.

أهل غزة يتحدثون عن معاناتهم اليومية ويرون أن ما حل بهم كان مأساويًّا وفوق تحمل البشر والبعض يقول كنا محاصرين وكنا مسجونين ولكننا كنا نعيش، والآن يُقتل أطفالنا ونساؤنا والعرب والعالم يتفرجون علينا وعاجزون عن وقف الإبادة الجماعية أو حتى تقديم المساعدة.

بالمقابل هناك كثيرون قد يختلفون على بعض جوانب عملية 7 أكتوبر ولكنهم لا يختلفون على مبدأ المقاومة، يتحدثون عن أخطاء وقعت فيها حماس دون أن يكون هدفهم الضمنى أو الصريح قبول الظلم والاحتلال والقتل، لأن المطلوب تصحيح الأخطاء وبناء مشروع فلسطينى قادر على وقف العدوان وبناء بديل لسلطة الاحتلال.

السؤال الذى لن نستطيع الإجابة عنه الآن: هل كان يتوقع السنوار أن يكون الرد الإسرائيلى بهذه الدرجة من العنف قبل أن يقرر عملية 7 أكتوبر؟ يقينًا كان يتوقع أنه عنيف وقاسٍ ولكن هل كان يتوقع أن يكون لهذه الدرجة من العنف والإجرام أنْ تُدمَّر غزة ويُقتل 43 ألف فلسطينى ويُصاب 100 ألف؟ النقاش حول 7 أكتوبر قادم ولكن حتى لو قلنا إنه لم يكن يتوقع فهل هذا يعنى تحميل الضحية ثمن الجرائم التى ترتكب ونتجاهل المسؤولية الأولى التى تتحملها دولة الاحتلال وجيشها؟!.

إن عملية 7 أكتوبر لم تأت بعد عام أو عدة أعوام من أوسلو حين كان هناك أمل فى بناء دولة فلسطينية إنما جاءت بعد أن توقفت مباحثات السلام 15 عامًا وبعد أن وصل عدد المستوطنين فى الضفة إلى 700 ألف وبعد أن أعلن نتنياهو رفضه حل الدولتين ونسى العالم القضية الفلسطينية.

نعم ثمن محاولة السنوار باهظ لكن مطلوب أن تعالج حماس وفتح الأخطاء السابقة لكى يتم وقف إطلاق النار وتقديم قيادات جديدة قادرة على استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استشهاد محارب استشهاد محارب



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 23:18 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

علاج جيني جديد لفشل القلب يحقق نتائج مبهرة خلال التجارب

GMT 06:24 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقنيات عديدة يمكن استخدامها للدخول في النوم سريعًا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:03 2019 الإثنين ,05 آب / أغسطس

ازمة في الاتحاد السكندري بسبب مواعيد الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon