توقيت القاهرة المحلي 10:10:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انفصال أم طلاق بين السبسى والنهضة

  مصر اليوم -

انفصال أم طلاق بين السبسى والنهضة

بقلم - عمرو الشوبكي

قرار الرئيس التونسى الباجى قائد سبسى بفك التوافق مع حركة النهضة التونسية كان يمكن اختزاله فى أعقاب الثورة التونسية بأنه تجسيد للاستقطاب المدنى العلمانى، وأنه بداية صراع مفتوح على الهوية ومدنية الدولة بين تيار مدنى علمانى متجذر وبين التيار الإسلامى.

وإذا كان من الصعب تجاهل الجانب الفكرى بالكامل كأحد أسباب فك الشراكة بين الرئيس التونسى وبين النهضة إلا أنه ليس السبب الرئيسى وراء إنهاء 5 سنوات من التوافق السياسى بين الجانبين.

والحقيقة أن أهمية تجربة تونس وأحد أبرز جوانبها الإيجابية (رغم بعض الإخفاقات) هو نجاحها فى تحويل «صراعات الوجود»، فى كثير من البلدان العربية، بين التيارات السياسية الرئيسية، خاصة بين التيارات المدنية والإسلامية إلى صراعات سياسية تقبل بالحلول الوسط والمناورات المتبادلة.

والحقيقة أن فك التوافق بين نداء تونس الذى يعبر عنه الرئيس وبين حركة النهضة جاء عقب تأييد الأخيرة لرئيس الوزراء يوسف الشاهد المجمدة عضويته فى النداء عقب خلاف عميق مع نجل الرئيس التونسى حافظ السبسى الذى يقود حزب نداء تونس والطامح فى خلافة أبيه فى رئاسة الجمهورية. والحقيقة أن النهضة قررت أن تدعم يوسف الشاهد لكى يستمر فى رئاسة الحكومة على خلاف رأى معظم أعضاء نداء تونس، وأعلنت أن نوابها سيصوتون لصالحه لكى يستمر كرئيس للوزراء.

والحقيقة أن هناك تذمرا لدى قطاعات واسعة من المجتمع التونسى من أداء رئيس الحكومة ومن تفاقم الأزمة الاقتصادية، ولأن النهضة لم تعط طوال تاريخها اهتماما بالقضايا الاجتماعية فركزت على مصلحتها السياسية فى إضعاف نداء تونس بدعم انشقاق أحد قادته (أى الشاهد)، ثم دعمها له كرئيس حكومة، ثم من الوارد أن تتخلى عنه مستقبلا بعد أن تحقق هدفها وهو انقسام النداء.

فك التوافق بين الرئيس وتياره، وبين حركة النهضة جاء على أرضية المصالح السياسية أكثر منه خلاف عقائدى رغم أن هناك تصريحا سابقا للرئيس التونسى يقول فيه: «قد نكون أخطانا فى التقييم بأننا يمكن أن ننجح فى تقريب النهضة لخانة المدنية».

ومع ذلك فقد تخلت حركة النهضة بعملية شديدة عن الدفاع عن قضايا الشريعة أكثر من مرة، وما اعتبرته قوى تقليدية ودينية كثيرة فى تونس من «الثوابت الدينية»، فقد كان موقف النهضة من ملف شديد الحساسية مثل المساواة فى الإرث بين الرجل والمرأة أقرب للتأييد أو الحياد ولم تعارض قرار الرئيس التونسى وتركت معارضته لتيارات محافظة واسعة داخل المجتمع التونسى.

فك التوافق مع النهضة قد يكون طلاقا مع الرئيس وانفصالا عن تياره لأنه ربما تأتى مرحلة ليست بعيدة وتتخلى النهضة عن رئيس الحكومة الذى تدعمه الآن نكاية فى منافسها نداء تونس، وهكذا تدور الدوائر.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انفصال أم طلاق بين السبسى والنهضة انفصال أم طلاق بين السبسى والنهضة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:22 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية
  مصر اليوم - حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon