توقيت القاهرة المحلي 01:34:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صراع الإرادات

  مصر اليوم -

صراع الإرادات

بقلم - عمرو الشوبكي

لم تعد الحكومة الإسرائيلية الحالية تضم ما سبق، ووصفه كثيرون بصقور وحمائم ومعتدلين ومتشددين، إنما باتت تضم متطرفين وأكثر تطرفًا، وإن هؤلاء تباروا في التأكيد على العودة مرة أخرى للعمليات العسكرية بعد انتهاء الهدنة الإنسانية وتنفيذ اتفاق تبادل الأسرى.

والحقيقة أن هذه الهدنة الإنسانية التي تمت بوساطة مصرية قطرية، وبضغوط أمريكية على الحكومة العبرية أسفرت عن تبادل ٥٠ أسيرًا إسرائيليًا مقابل ١٥٠ فلسطينيًا من المدنيين وتحديدًا من النساء والأطفال والمراهقين باستثناء الأجانب من غير الإسرائيليين الذين كانوا من الرجال. وقد فتحت هذه الهدنة الإنسانية الباب أمام نقاش واسع حول سيناريوهات ما بعد الهدنة، خاصة لو امتدت لأيام أخرى، وهل ستستكمل إسرائيل حربها من أجل تحقيق هدفها «المتخيل» في اجتثاث حماس والقضاء عليها أم تقبل بوقف إطلاق نار قريب؟ والحقيقة أن الأيام القادمة ستشهد صراع إرادات حقيقيًا بين رغبة الدولة العبرية المحمومة في استئناف المعارك والعدوان، وبين ضغوط الرأى العام العالمى من أجل وقفها، خاصة أن هناك دولا أوروبية بات قادتها يطالبون علنًا بوقف إطلاق النار.

إن نجاح المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى والاحتمالات الكبيرة لمدها أيامًا أخرى، سيفتحان الباب لإمكانية إجراء مزيد من الضغط الدولى، من أجل وقف إطلاق النار، وهو لايزال حتى اللحظة غير كاف، نظرًا للإصرار العبرى على مواصلة العدوان وعدم وجود قرار أمريكى نهائى بوقف الحرب. وقد يكون رد الفعل الإسرائيلى، على تصريحات رئيسى وزراء بلجيكا وإسبانيا من أمام معبر رفح، مؤشرًا على حجم التطرف الإسرائيلى ورفض وقف إطلاق النار، فتصريحات رئيس وزراء بلجيكا بأن «إسرائيل لها الحق في الدفاع عن مواطنيها، وأن «رد فعلها ينبغى أن يلتزم بالقانون الدولى أن يتوقف قتل المدنيين الآن في غزة». لافتًا إلى أن هدف بلاده الوصول إلى الوقف الدائم لإطلاق النار في غزة.

أما رئيس الوزراء الإسبانى «بيدرو سانشيز» فقال: «نثمن اتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه في غزة ونرغب في إطلاق سراح جميع الأسرى» وإن من «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، إنما يجب أن يكون ضمن القانون الدولى وليس من خلال قتل الأطفال والنساء». وأكد أن العنف يولد العنف، ومطلوب إعطاء الأمل للفلسطينيين. وشدد على استمرار بلاده في الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار.

الموقف الإنسانى البديهى لكلا الزعيمين من رفض قتل المدنيين والمطالبة بوقف إطلاق النار، لم تقبله إسرائيل واستدعت سفيرى البلدين، وهو مؤشر على حجم التطرف الذي بات مهيمنًا على حكومة الحرب الإسرائيلية، وهو أمر سيصعب من فرص وقف إطلاق النار وسيرجح قيام إسرائيل بجولة ثانية من العدوان، لكن يجب مواجهتها بإرادة دولية وعربية أخرى تضغط من أجل الوصول في القريب العاجل لوقف إطلاق نار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صراع الإرادات صراع الإرادات



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon