توقيت القاهرة المحلي 04:24:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدور الإماراتى

  مصر اليوم -

الدور الإماراتى

بقلم : عمرو الشوبكي

دور الإمارات فى حسم المعركة السياسية ضد قطر رئيسى وأساسى، حتى لو كانت السعودية حاليا هى الدولة العربية الأكثر تأثيرا سياسيا واقتصاديا، وحتى لو كانت مصر هى الدولة الأكثر عددا والأقوى عسكريا، فسيبقى دور الإمارات محوريا وحاسما لحسم هذا الخلاف أو حل تلك الأزمة.

وقد استغلت قطر وجود تيار واسع فى الغرب تعبر عنه صحف كبرى ومؤسسات بحثية مؤثرة، معارض لكل من مصر والسعودية، ففى عز الأزمة بين الدول الأربع وقطر خرجت واشنطن بوست، فى عدد 5 أغسطس الجارى، بافتتاحية شنت فيها هجوما قاسيا على انتهاكات حقوق الإنسان وعن أوضاع المرأة والحريات فى السعودية، وكأنها لا ترى أن هناك فرقا بين دولة محافظة (فى خبرتها سلبيات كثيرة وإيجابيات أيضا) مثل السعودية، وبين دولة داعمة للإرهاب مثل قطر، ونفس الأمر يتعلق بمصر، فمعظم الصحف الغربية المؤثرة، خاصة نيويورك تايمز، تهاجم بشكل مستمر الحكم فى مصر وتركز على انتهاكات حقوق الإنسان والأزمة الاقتصادية الطاحنة، حتى خلقت صورة ذهنية سلبية فى مواجهة كلا البلدين.

إن تجاهل الدول الكبرى دعاوى الدول الأربع بدور قطر فى دعم وتمويل الإرهاب، وقيام بعض مؤسساتها بمهاجمة كل من مصر والسعودية، أمر يحتاج تأملا، صحيح أن قطر تلعب دور المتعهد الدولى، ودورها مطلوب أمريكياً، إلا أن هذا لا يمنع الدول الأربع من مراجعة أدائها.

مطلوب تصحيح خطأ المطالبة بإغلاق قناة الجزيرة بالعمل على توثيق الخطاب التحريضى الذى تبثه القناة وتقديمه للعالم بشكل مهنى وغير دعائى، فيكفى توثيق مبايعة أحد الأشخاص على الهواء مباشرة لأبوبكر البغدادى، (زعيم تنظيم داعش الإرهابى)، أميرا للمسلمين، فى برنامج حوارى فى القناة القطرية، لكى يقتنع الرأى العام معنا بأن معركتنا مع التحريض على القتل ودعم الإرهاب وليس حرية الرأى والتعبير.

المعركة مع قطر لن تُحسم بالشعارات ولا بالخلط بين تحالفات قطر وتوجهاتها السياسية على سوئها- (فستظل أمرا يخصها)- وبين دعمها وتمويلها للإرهاب، وتدخلها فى شؤون الدول الأخرى.

الدور الإماراتى فى إدارة الصراع مع قطر يبدو حاسما لأنه سيعنى استدعاء قيم المهنية والاحترافية والإنجاز، التى هى سمات النموذج الإماراتى فى الداخل، فهو البلد الأكثر قبولا لدى الرأى العام العالمى، والذى حقق نجاحا اقتصاديا كبيرا، وبه تسامح وتنوع واحترام لحرية العقيدة والعبادة وحضور للمرأة فى المجال العام مثل أى بلد محترم ومتقدم.

صحيح أن الإمارات لا توجد فيها عملية سياسية ولا نظام ديمقراطى، ولكنها بلد لا يوجد فيه طلب من الأصل على السياسة، وهو مثل بلدان أخرى قليلة فى العالم اكتفت بتحقيق نجاح اقتصادى هائل دون الحاجة لوجود أحزاب أو حياة سياسية نظرا لطبيعته الخاصة وقلة عدد سكانه وتوافق غالبيتهم الساحقة على نموذج الإنجاز الاقتصادى، على عكس قطر، التى هى ليست فيها أيضا عملية سياسية ولكنها تُصدِّر الإرهاب والخراب.

إذا «بهتت» الخبرة الإماراتية فى الداخل على أداء الدول الأربع فى معركتها مع قطر وحددت هدفها، وعرفت بالضبط ماذا تريد القوى الكبرى من قطر وسقف دعمها لها، وماذا نريد نحن العرب منها، أى فقط تغيير سياسات حكامها لا تجويع شعبها ولا إهانته، وتعاملت باحترافية ومهنية مع هذا الملف، لحسمت المعركة بأسرع مما يتصور الكثيرون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدور الإماراتى الدور الإماراتى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon