توقيت القاهرة المحلي 23:41:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانتماء الوطني والعربي

  مصر اليوم -

الانتماء الوطني والعربي

بقلم - عمرو الشوبكي

يجب ألّا يضع البعض الانتماء الوطنى فى العالم العربى فى مواجهة مع الانتماء القومى لأن الانتماء الوطنى هو الأصل، وهذا يُكمل الانتماء القومى، ويُثريه، وليس العكس.

والحقيقة أن هذا السؤال يطرحه البعض أحيانًا حين يكتشف وجود فوارق بين الثمن، الذى على استعداد أن يدفعه أى شعب لتحرير أرضه، وبين الثمن الذى على استعداد أن يدفعه شعب آخر من أجل دعم هذا الشعب «الشقيق» أو «الرفيق» لتحرير أرضه.

صحيح هناك مَن يقول، وفق تصورات أيديولوجية: نعم، جميع الشعوب العربية والإسلامية على استعداد لدفع نفس الثمن، ولكن الواقع يقول إن هناك فارقًا بين الجانبين، وإن الثمن الباهظ، الذى يدفعه الشعب الفلسطينى من أجل تحرير أرضه، ليست باقى الشعوب العربية غير المحتلة أرضها مستعدة لدفعه من باب التضامن مع الشعب الفلسطينى. هو أمر لا يتناقض مع الانتماء القومى، الذى يجب ألّا يتعارض مع المصالح والتقديرات الوطنية لكل بلد.

المشاعر الوطنية، التى تخاف على البلد وأهله ومصالح شعبه، يجب ألّا يُنظر إليها بنوع من الإدانة والريبة وفق أى تصورات قومية أو دينية لأننا يجب أن ننطلق من أننا أمة عربية قيد الاكتمال، وأنها كانت موجودة فى الماضى، أما فى الحاضر فهى موجودة كوحدة حضارية ولغوية، ولكن ليست سياسية ولا اقتصادية ولا عسكرية، وإن حدودها الوطنية التى رُسمت فى العقود الأخيرة خلقت هويات وطنية ومصالح وحسابات وطنية لكل بلد، وهو أمر يجب عدم تجاهله أو إدانته.

من هنا علينا ألّا نندهش حين نجد أن الشعب الفلسطينى أصبح متسقًا مع هذا التصور الوطنى، فقد خاض صورًا مختلفة من المقاومة المدنية والمسلحة منذ انتفاضة الحجارة فى 1987 من أجل تحرره واستقلاله، وتحمل الشعب الثمن الأكبر، حتى لو نال دعم وتضامن الأحرار فى كل دول العالم وليس فقط فى العالم العربى.

وعلينا ألّا ننسى أن كل الشعوب العربية التى تضامنت مع الشعب الفلسطينى فى نضاله العادل لم تستطع أن تتحمل نفس الثمن البشرى والمادى الذى يدفعه حاليًا فى غزة، وهو أمر طبيعى ومفهوم لأن قدرة الشعوب على تحمل أثمان نضالها من أجل التحرر الوطنى أكبر بكثير من استعداد شعوب أخرى لتحمل نفس هذا العبء من أجل التضامن مع شعب آخر، حتى لو كان «عربيًّا شقيقًا».

لا يزال الدعم العربى لغزة أقل بكثير من المطلوب، وعلينا أن ننتقد أداءنا فى هذه المساحة، أى مطلوب المزيد من الضغوط المدنية والشعبية والحملات السياسية والقانونية من أجل وقف العدوان الإسرائيلى، وهى مساحة فعل حقيقية مازلنا مقصرين فيها، ولنا فى جنوب إفريقيا أسوة حسنة، بدلًا من رفع شعارات حماسية عن حروب عربية ليس لها مكان فى أرض الواقع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتماء الوطني والعربي الانتماء الوطني والعربي



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - يسرا خارج دراما رمضان 2025 للعام الثاني على التوالي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon