توقيت القاهرة المحلي 09:35:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إرهاب في باكستان

  مصر اليوم -

إرهاب في باكستان

بقلم - عمرو الشوبكي

ارتكب تنظيم داعش جريمة إرهابية نادرة الحدوث حين استهدف الأسبوع الماضى فى باكستان مؤتمرًا لحزب جمعية علماء المسلمين، خلّف 54 شهيدًا فى مشهد دموى بائس وغير متكرر. وقد أعلن داعش عبر حسابه على تطبيق «تليجرام»، مسؤوليته عن هذا التفجير الانتحارى، وقال إنه «استهدف تجمعًا سياسيًّا فى منطقة شمال غربى باكستان»، وأن انتحاريًّا «فجّر سترته الناسفة وسط حشد كبير من أعضاء وقيادات حزب جمعية علماء الإسلام».

وتشهد باكستان زيادة كبيرة فى عدد الهجمات منذ عودة «طالبان» إلى الحكم فى أفغانستان عام 2021، ففى شهر يناير الماضى، فجر انتحارى نفسه فى مسجد داخل مجمع للشرطة فى مدينة بيشاور الواقعة شمال غربى باكستان، ما أدى إلى مقتل أكثر من 80 شرطيًّا، وتركزت هجمات المسلحين فى مناطق متاخمة لأفغانستان، وأن بعضها يتم التخطيط له على أراضٍ أفغانية، وهو ما تنفيه كابل.

العملية الإرهابية الأخيرة صادمة ومؤلمة لأنها استهدفت أكثر من 400 من أعضاء وأنصار حزب جمعية «علماء الإسلام»، كانوا يجتمعون سلميًّا تحت خيمة عند وقوع الهجوم فى بلدة خار القريبة أيضًا من الحدود مع أفغانستان.

والحزب كما هو واضح من اسمه حزب إسلامى يقوده علماء دين مسلمون، وهو حزب لا يتجاوز عدد أعضائه فى البرلمان 10 مقاعد، أى لا يحكم وغير مرشح أن يحكم، وبالتالى لا توجد أى حجة لتحاسبه على أفعال فى السلطة، وهو يدعو بسلمية لتطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية، ومع ذلك استُهدف بهجوم انتحارى غادر.

والسؤال المطروح: ما الذى يدفع شابًا فى عمر الزهور أن يفجّر نفسه وسط حشد لحزب إسلامى؟؟ ما الذى حُقن به عقائديًّا ودينيًّا حتى يتجه لمثل هذا الخيار ويتصور أنه سيدخل الجنة؟!.

صحيح أن داعش له تاريخ أسود فى عمليات إرهابية استهدفت أبرياء ومصلين مسيحيين أو من أصحاب المذاهب الإسلامية الأخرى وفق تفسيرات منحرفة لقادتهم المتشددين الذين شرّعوا القتل والعنف واستهداف الأبرياء فى كل مكان، ومع ذلك فإن هذه العلمية لم تجد تفسيرًا منحرفًا واحدًا يبررها إلا ضلالات حقيقية تتناثر على مواقع التواصل الاجتماعى.

لقد نسفت العملية الانتحارية التى استهدفت تجمعًا لجمعية علماء الدين فى باكستان الأسس العقائدية والتفسيرات الدينية المتطرفة والمنحرفة التى تبرر استخدام العنف بحق النظم الحاكمة وأحيانًا بحق أصحاب الديانات غير الإسلامية، أو المذاهب الأخرى من خارج أهل السنة، وذلك باستهداف مسالمين ومصلين مسلمين سنة، وهو فى النهاية حدث خارج أى تفسير ولو متطرف أو منحرف عرفته كل جماعات العنف والإرهاب فى تاريخها الطويل.
عملية باكستان مثل كل العمليات الإرهابية صادمة ودلالتها أنها جاءت على يد انتحارى قرر أن يقتل نفسه ويقتل آخرين من علماء دين لأسباب واهية وضلالات ختمت على قلبه وعقله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إرهاب في باكستان إرهاب في باكستان



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon