توقيت القاهرة المحلي 08:37:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ورقة بوتين الاقتصادية

  مصر اليوم -

ورقة بوتين الاقتصادية

بقلم - عمرو الشوبكي

لا تمتلك الدول فى الحروب فقط أوراق قوة عسكرية، إنما تمتلك معها أوراقًا اقتصادية وسياسية، وفى حالة الحرب الروسية فى أوكرانيا فإن الرئيس الروسى يمتلك بالتأكيد ورقة القوة العسكرية والورقة الاقتصادية وورقة الانقسام العرقى والسياسى داخل أوكرانيا، والذى تُرجم فى ضم إقليم القرم فى 2014 إلى روسيا، ثم الاعتراف بإقليم الدونباس كجمهورية مستقلة وقتال قواته إلى جانب الجيش الروسى.

الورقة العسكرية تشهد فيها روسيا تفوقًا أكيدًا رغم المقاومة والصمود الأوكرانى الذى لم يتوقعه كثيرون، ومع ذلك فإن الورقة الاقتصادية ستلعب دورًا حاسمًا فى الحرب الأوكرانية، فمن ناحية قام الغرب بفرض عقوبات قاسية على روسيا سيكون تأثيرها حاسمًا فى المستقبل المتوسط وليس المنظور، فى حال إذا لم تستطع روسيا إنهاء الحرب فى أقرب وقت والجلوس على مائدة تفاوض من أجل ضمان حياد أوكرانيا بصرف النظر عمّن يحكمها، بالمقابل فإن روسيا تمتلك أوراقًا اقتصادية كبرى ساعدتها على القيام بهذا الهجوم، وأهمها ورقة الطاقة.

هذه الورقة جعلت هناك تفاوتًا بين الموقفين الأوروبى والأمريكى تجاه روسيا، كما أن هناك فارقًا بين موقف ألمانيا وكثير من دول الاتحاد الأوروبى نتيجة اعتماد الأخيرة على أكثر من ثلث احتياجاتها من الطاقة على روسيا، وهو أمر مستحيل الاستغناء عنه أو إيجاد بدائل له فى المستقبل المنظور، رغم كل المحاولات الأمريكية للضغط على دول خليجية وبعض الدول الإفريقية بجانب فنزويلا لتكون بديلًا للطاقة الروسية، فقد بلغت فى العام الماضى صادرات روسيا من النفط الخام والمكثف 4.7 مليون برميل يوميًا؛ ما يعادل أكثر من 45% من إجمالى الإنتاج العالمى، البالغ 10.1 مليون برميل.

وكانت دول أوروبا لدى منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية هى المستورد الرئيس، بنحو 49% من إجمالى صادرات الطاقة الروسية، تليها منطقة آسيا بمقدار 38%.

وعلى مستوى الدول، استوردت الصين وحدها ثلث صادرات النفط الخام والمكثف الروسى فى عام 2021؛ أى 1.4 مليون برميل يوميًا، وتلقت هولندا وألمانيا مجتمعتين 1.1 مليون برميل يوميًا؛ ما يعادل ربع صادرات الطاقة الروسية، بينما استوردت الولايات المتحدة 199 ألف برميل يوميًا من النفط الخام الروسى، أى ما يعادل 4% من الإجمالى، وهى نسبة بسيطة يمكن للولايات المتحدة الاستغناء عنها دون أضرار كبيرة.

أما الغاز الطبيعى فبلغت صادرات الغاز الروسية 36% من إجمالى الإنتاج؛ واستحوذت خطوط الأنابيب الأوروبية على 84% من صادراتها، والباقى على هيئة غاز مُسال، وكانت أوروبا أكبر مستورد إقليمى للغاز الطبيعى الروسى بنسبة 74% من إجمالى الصادرات، وجاءت ألمانيا وتركيا وإيطاليا فى صدارة الدول المستوردة.

الورقة الاقتصادية ليست فقط فى يد الغرب، حتى لو كانت ورقته أقوى، ولكن الورقة الروسية أيضًا قوية، ومن شبه المستحيل الاستغناء عنها فى المستقبل المنظور.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ورقة بوتين الاقتصادية ورقة بوتين الاقتصادية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon