توقيت القاهرة المحلي 17:20:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملكية الإعلام

  مصر اليوم -

ملكية الإعلام

بقلم - عمرو الشوبكي

قضية ملكية وسائل الإعلام مازالت تثير جدلًا فى العالم كله، صحيح أن الملكية الخاصة للصحف هى النمط السائد فى البلاد الديمقراطية التى حافظت أيضًا على وجود ملكية عامة لقنوات تليفزيونية، وهناك محاولات متعثرة لابتكار أنماط جديدة من الملكية مثل التعاونيات ونمط الجمعية العمومية والمساهمين.

والحقيقة أن الصحافة الورقية والإلكترونية فى أوروبا وأمريكا هى بالأساس صحافة خاصة يملكها قطاع خاص ورأسماليون كبار، وهناك قواعد مهنية تحكم علاقتهم بالتحرير، وقد حاولت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن تقدم نمط ملكية جديدًا مختلفًا عن المالك الوحيد أو المحتكر، وهو ما عُرف بنمط «التسيير الذاتى»، لم يكتب له النجاح، ثم عادت لتقدم فى بداية الألفية الثالثة محاولة أخرى عقب تحويل الصحيفة من شركة ذات مسؤولية محدودة إلى شركة مساهمة، أعقبها قبول المحررين دخول مجموعتى لاجردار الفرنسية وبريزما الإسبانية كشريكين لهم فى الشركة القابضة بنسبة 15% لكلٍّ منهما، وانتقل نمط الإدارة من التسيير الذاتى إلى التسيير التشاركى فى محاولة لإحداث توازن بين المساهمين من الداخل (فريق العاملين فى «لوموند»)، ومن الخارج (المستثمرين).

وهناك نمط آخر وهو الملكية التعاونية، ويقوم على امتلاك عدد كبير من المساهمين أرصدة صغيرة، وينتخبون جمعية عمومية، ومجلس إدارة يعبر عنهم. ويقدم البعض الملكية التعاونية على أنها الحل الأمثل لعلاج مشكلات وسائل الإعلام ليس فقط فى الدول التى تمر بمرحلة التحول الديمقراطى، بل أيضًا فى الدول الديمقراطية التى تقع وسائل الإعلام فيها تحت سيطرة الاحتكار الرأسمالى، ومثال على هذا النمط يمكن الإشارة إلى إحدى التجارب الناجحة، وهى تجربة وكالة «أسوشيتد برس»، حيث إن ملكيتها ترجع إلى مساهمات عدد كبير من الصحف وقنوات الراديو والتليفزيون، التى تبث أخبار الوكالة وتنشر مادتها الإعلامية أيضًا.

صحيح أن مستقبل الإعلام مازال يتسم بقدر من الضبابية نتيجة عدم استقرار نموذج واحد للملكية، وأن نجاح صحيفة خاصة كبرى مثل «نيويورك تايمز» (The New York Times) فى الرهان على توليفة المضمون الذى يتسم بالجودة والتميز مع استراتيجية تسويقية متجددة، وليس فقط على إجراءات إدارية مثل تسريح العمالة أو خفض النفقات، أسفر عن نجاح الصحيفة تجاريًا رغم مناخ عدم اليقين الذى تعانى منه الصحف فى العالم، فقد ارتفعت أرقام الاشتراكات الرقمية لتصل فى نوفمبر 2017 إلى 2.1 مليون مشترك للطبعة الرقمية فحسب، بما يحقق عائد يقارب 800 مليون دولار من الاشتراكات الرقمية.

أما الملكية العامة للإعلام فهى تتعلق فقط ببعض القنوات التليفزيونية المحلية والعالمية (بى بى سى، فرنسا 24) وليس الصحف، وتُدار باعتبارها مؤسسات «خدمة عامة» تابعة للدولة وليس الحكومة أو الحزب الحاكم.

ستبقى محاولات تقديم نمط ملكية خارج الملكية العامة والخاصة متعثرة، ولم تنجح بعد فى معظم تجارب العالم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملكية الإعلام ملكية الإعلام



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon