توقيت القاهرة المحلي 02:47:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فوق المحاسبة

  مصر اليوم -

فوق المحاسبة

بقلم - عمرو الشوبكي

ستظل إسرائيل دولة فوق القانون الدولى، مهما ارتكبت من جرائم فى حق المدنيين، فهى تعرف أنها لن تُحاسب وأنها فوق المساءلة.

وقد دلّت كل المؤشرات الأولية على أن المسؤول عن قتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة هو جندى إسرائيلى، كان يستقل «جيب» عسكرية على بُعد أمتار منها، فأصاب زميلها أولًا، ثم استهدفها ثانيًا، ما أدى إلى استشهادها على الفور.

واللافت أن عددًا من المسؤولين فى الإدارة الأمريكية الحالية، منهم المتحدث باسم وزارة الدفاع ووزير الخارجية، طالبوا جميعًا إسرائيل بضرورة إجراء تحقيق عادل وشفاف، وحين يتم سؤالهم: ماذا سيكون رد فعل الإدارة الأمريكية فى حال أسفر التحقيق عن تحميل إسرائيل مسؤولية هذه الجريمة؟، يكون الرد واحدًا ومرتبكًا لدى الجميع: «يجب ألّا نسبق الأحداث ونتائج التحقيقات، وإننا نطالب بتحقيق شفاف»، رغم أن كل المؤشرات تؤكد مسؤولية إسرائيل عن هذه الجريمة.

والحقيقة أنه لولا قناعة إسرائيل بأنها لن تُحاسب على أى جريمة تقترفها لمَا أقدمت على قتل «أبوعاقلة» بدم بارد.

إن سجل إسرائيل فى انتهاك القانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة حافل، ولم تسبقها فيه أى دولة أخرى، حتى أصبحت فوق أى مساءلة وتمتعت بحصانة استثنائية، فمنذ عام 1967 والأمم المتحدة تصدر قرارات من أجل حماية المدنيين، ولا تُنفذ، مثل القرار رقم 237، الذى طالب إسرائيل باحترام حقوق الإنسان فى المناطق التى تأثرت بصراع الشرق الأوسط، وأن يأخذ بعين الاعتبار الحاجة المُلِحّة إلى رفع الآلام عن السكان المدنيين وأسرى الحرب فى منطقة النزاع.

وفى أعقاب هذا القرار، صدر القرار التاريخى الذى ظل حبرًا على ورق، وهو قرار مجلس الأمن الدولى رقم 242، الصادر فى سنة 1967، وطالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضى التى احتلتها فى حرب 1967، ولم يُنفذ.

كما أصدر مجلس الأمن القرار رقم 271 لعام 1969، حيث أدان فيه محاولات إسرائيل حرق المسجد الأقصى، ودعا إلى إلغاء جميع الإجراءات التى من شأنها تغيير وضع القدس، وهو القرار الذى لا يزال يُنتهك حتى اللحظة، وشهدنا القرار الذى أصدرته إحدى المحاكم الإسرائيلية، والذى يعطى الحق للمصلين اليهود فى الصلاة داخل باحات المسجد الأقصى، فى انتهاك صارخ للقانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة.

وهناك العديد من قرارات مجلس الأمن التى شجبت الممارسات الإسرائيلية التى تنتهك حقوق الإنسان للشعب الفلسطينى فى الأراضى المحتلة، والتى تطالب إسرائيل بتنفيذها فورًا والالتزام باتفاقية جنيف المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب، وأبرزها القرار 605.

ستظل جريمة اغتيال شيرين أبوعاقلة كاشفة للطبيعة العدوانية للدولة العبرية، ولكنها كاشفة أيضًا لعدم قدرة المجتمع الدولى على فرض قرارات الأمم المتحدة وتطبيق الشرعية الدولية على إسرائيل، حتى أصبحت دولة مُحصنة فوق القانون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوق المحاسبة فوق المحاسبة



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon