توقيت القاهرة المحلي 10:02:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أصل المعايير المزدوجة

  مصر اليوم -

أصل المعايير المزدوجة

بقلم - عمرو الشوبكي

تلقيت رسالة ثانية من الأستاذ الأردنى الفلسطينى معتز تفاحة، تعليقًا على ما سبق أن كتبته عن معايير الولايات المتحدة الأمريكية المزدوجة، وجاء فيها:

عزيزى د. عمرو الشوبكى..

أسعد الله أوقاتك بكل خير، أما بعد..

أريد أن أشاركك فيما أعتبره أصل المعايير المزدوجة، والمتمثل فيما أسميه معضلة الخير والشر.

منذ بداية تشكل الوعى الإنسانى كانت (ومازالت) معضلة الخير والشر واحدًا من الأسئلة الوجودية الكبرى. لماذا هناك شر فى هذا العالم؟ لماذا هناك حزن وكوارث وقتل ودمار؟ لماذا لا يكون العالم كله خيرًا فقط؟ فى البداية لجأ الإنسان إلى الأساطير والخرافات لتبرير هذه الشرور. ثم جاءت الأديان فقدم كل واحد منها إجابة مقنعة للمؤمنين به.

ولقد أدلى الفلاسفة بدلوهم فى هذا الشأن أيضًا. ومن أسوأ تلك التبريرات كانت النظرة الدينية المتشددة التى سادت فى العصور الوسطى (خاصة فى أوروبا)، والتى تقسم الناس إلى فسطاط خير ينقاد إلى الله وآخر للشر ينقاد للشيطان.

ثم جاء عصر التنوير ليحرر أوروبا من السلطة الدينية الكهنوتية على أيدى عظام الفلاسفة والمفكرين بداية من ديكارت وبيكون، ومرورًا بسبينوزا وهيوم وكانت وهيجل.

لا أبالغ إن قلت إن صرح الحضارة المدنية الحديثة بُنى على مبادئ، أبرزها نسبية الخير والشر، وأعيد تشكيل القوانين والتشريعات وشكل العلاقات الدبلوماسية بين الدول على ضوء هذه القوانين.

ألا ترون أن عقوبة الإعدام قد أُلغيت فى معظم العالم الغربى؟ كم من قاتل متسلسل أو إرهابى لايزال يقبع فى سجنه حتى الآن! والسبب أن ذلك القاتل ليس شرًا مطلقًا، ولكن لابد أن أسبابًا نفسية واجتماعية قد دفعته إلى ذلك. وبالتالى كل إنسان قابل لإعادة التأهيل ولا يحق لأحد قتله مهما كانت جريمته.

وبناء عليه كيف يسمح الغرب المتحضر لقادة الكيان الصهيونى بأن يقولوا عن محور المقاومة محور الشر، ولا حتى يعترضوا على ذلك؟ كيف يسمعونهم يطالبون بالقضاء على حماس وقتل قادتها (صرحوا بأن الحرب لن تنتهى إلا بقتل يحيى السنوار وليس اعتقاله)، هكذا دون حتى محاكمة صورية؟ أو الحديث عن إلقاء قنبلة نووية على غزة دون أن يعلق أحد من قادتهم، ألا يرون أن الكنيست الآن يناقش قانونًا لإعدام الأسرى الفلسطينيين؟ وبعد هذا وقبله يقول نتنياهو إن هذه الحرب هى حرب العالم الحر ضد عالم الظلام!

قد يقول قائل إن هذا أيضًا ما نقوله عنهم فى العالم العربى والإسلامى، وهذا صحيح. ولكن نحن لسنا محل النقاش هنا، فنحن لسنا من عالمهم الحر.

أعتذر جدًا عن الإطالة د. عمرو، ولكن بلغ السيل الزبى، وفاض الكيل من هذه المعايير المزدوجة. هل تتفق معى فى أن معضلة الشر والخير هى أم المعايير المزدوجة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أصل المعايير المزدوجة أصل المعايير المزدوجة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon