توقيت القاهرة المحلي 15:56:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوراق إيران

  مصر اليوم -

أوراق إيران

بقلم : عمرو الشوبكي

البعض يتصور أن القنوات السرية المفتوحة بين الغرب وإيران ترجع إلى وجود مؤامرة كونية على العرب، أبطالها كل دول العالم تقريبًا، وعلى رأسها إيران، وهناك مَن يتصور أن الحسابات المركبة التى تحكم أى عمل عسكرى أمريكى ضد إيران ترجع إلى تحالف سرى بين الجانبين يستهدف العرب دون غيرهم من دول العالم.

والحقيقة أن أمريكا تحسب بالورقة والقلم نتائج أى مواجهة عسكرية مع إيران ليس بسبب أى نظرية تآمرية، إنما ببساطة بسبب قوة أوراق إيران وقدرتها على إيذاء المصالح الأمريكية فى المنطقة.

والحقيقة أن أى مقارنة بين القرار الأمريكى بضرب العراق فى 1990 و2003 وبين ترددها فى الحرب على إيران فى 2019 لا يعنى تحالفًا سريًا معها، أو «عشقها فى الظلام»، إنما يعنى أنها تحسب جيدًا الأوراق التى تمتلكها إيران فى المنطقة، والتى أصبحت لها أذرع مؤثرة فى 4 دول عربية رئيسية، هى سوريا والعراق ولبنان واليمن، وهو على عكس صدام حسين حين خسر كل أوراقه وجيرانه عقب غزوه الكويت، وأصبح لقمة سائغة فى أيدى القوات الأمريكية وحلفائها فى حرب تحرير الكويت، التى كانت طريقًا لحصار العراق وإضعافه ثم إسقاط نظامه بغزو 2003.

والحقيقة أن أوراق إيران فى المنطقة تمثل امتدادًا لنظام داخلى «ممانع» جاء عقب ثورة كبرى، ولا يمكن مقارنته بتجارب ادعاء الممانعة الفاشلة فى العالم العربى «نظامى الراحلين معمر القذافى وصدام حسين أو بشار الأسد»، وبَنَت نظامًا سياسيًا ثوريًا اتسم بالحيوية، ولكنه غير ديمقراطى، وصمد أمام الحصار والعقوبات الأمريكية.

وقد مارست إيران سياسة توسعية تجاه الدول العربية والإسلامية، فروجت لخطاب ثورى يدافع عن المستضعفين فى الأرض، ثبت مع الوقت أنه مجرد واجهة لأطماع إيران وسياستها التوسعية، وظهرت الأذرع المذهبية لتصبح بمثابة الورقة الكبرى لإيران فى المنطقة، فكانت ذراع حزب الله فى لبنان، التى تحولت من حزب مقاوم للاحتلال الإسرائيلى إلى ميليشيا شيعية، وأعطت أمريكا ذراعًا «هدية» أخرى لإيران حين هدمت الدولة العراقية وقالت لإيران: «تفضلى»، سيطرى على هذا البلد عبر ميليشيات وأحزاب شيعية طائفية، خلط كثير منها بين الحرب على الإرهاب والانتقام من السُّنة، وجاءت الذراع الأخيرة، وهى الورقة الحوثية فى اليمن، التى تنتمى إلى المذهب الزبدى، الأقرب إلى أهل السُّنة، وتمددت فى بلد عرف كل صور الصراعات إلا الصراع المذهبى، ومع ذلك نجحت إيران فى إعطاء بُعد طائفى لصراعات اليمن السياسية والقبلية.

أوراق إيران فى المنطقة مؤذية، وهذا لا يعنى الاستسلام لها، لكنه يعنى أن الحرب الشاملة أو المحدودة ليست حلًا «ستدفع ثمنها باهظًا دول الخليج العربى»، إنما الضغط الاقتصادى والسياسى على إيران، من أجل تغيير سلوكها تجاه دول المنطقة لا تغيير نظامها، «لا يخصنا» ولا محاربتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوراق إيران أوراق إيران



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 13:30 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يحقق حلم محمد رحيم بعد وفاته
  مصر اليوم - تامر حسني يحقق حلم محمد رحيم بعد وفاته

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon