توقيت القاهرة المحلي 06:00:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التعليم ومواجهة التشدد

  مصر اليوم -

التعليم ومواجهة التشدد

بقلم - عمرو الشوبكي

بعد غياب أكثر من عامين عادت المهندسة فاطمة حافظ وتواصلت معى بكتابه هذا التعليق، الذي أختلف، على غير العادة، مع كثير مما جاء فيه، ولكنى أُقدر دائمًا منطقها وأسلوبها المميز وتعبيرها بإخلاص عما تؤمن به، وجاء فيه:

من ليست له هوية يبحث عن واحدة تضمه وتحتويه، وهذا ما يفعله المصرى المسلم الذي ينحاز للمسلم، أو المصرى المسيحى الذي ينحاز للمسيحى، لأنهما لم يتعلما أن هناك هوية واحدة تضمهما معًا، وذلك ليس فقط بسبب جماعات التطرف التي تُركت وسُمح لها بأن ترتع منذ السبعينيات، ولا إلى اضطرار المسيحيين إلى الانزواء في الكنائس والاحتماء بها، ولكن أيضًا لأن هناك خللًا في مناهج التعليم.

تفاءلت كثيرًا بالدكتور طارق شوقى على عكس الكثير من «الماميز»، وتوقعت أن يبدأ بتغيير المناهج الخَرِبة كما بدأ بإدخال التكنولوجيا وتعليم الطالب الاعتماد على نفسه، ولكن للأسف أرى المناهج كما هي تُدرس للطلبة تاريخ «غير المصريين» وكأنه تاريخنا، والتباهى بحروب ومعارك لا تمت لنا كمصريين بصِلة.

أعتقد أن مشكلة المناهج ترجع إلى عشرات السنين منذ ثورة يوليو ومحاولة إعلاء بعض من أحداث التاريخ على حساب أحداث أخرى، وطغيان السياسة على كل شىء حتى التعليم والاهتمام بتاريخ العرب على حساب تاريخ مصر، ثم عندما سيطر الفكر الإسلامى المتشدد على كثيرين منذ السبعينيات جرت أسلمة التاريخ والمناهج المصرية، وكأن مصر بدأت فقط مع دخول العرب أرضها، وبالتالى تم تهميش تاريخ المصريين الجمعى.

ففى مناهج اللغة العربية، وباستثناء روايتَى «كفاح شعب مصر» لنجيب محفوظ و«الأيام» لطه حسين، لا تُدَرَّس أي رواية عن مصر أو المصريين بل كل ما يدرسه الطالب هو روايات عن بطولات العرب والمسلمين، أمثال طارق بن زياد وخالد بن الوليد وعقبة بن نافع وغيرهم.

فعَن أي مواطنة تتحدث وهذا ما يُدَرَّس للطلبة المصريين بالمدارس، ولا يوجد ما يجمعهم أو يوحدهم تحت راية واحدة هي راية مصر؟

عندما نربى أجيالًا على هذه الفُرقة في المدارس «القومية» طبيعى أن يصبحوا لقمة سائغة في فم التنظيمات المتشددة عندما يكبرون.

من ناحية أخرى، عندما قررت وزارة الهجرة عمل برنامج «أبليكيشن» يجمع المصريين في الخارج ويساعد أبناءهم على تعلم لغتهم الأم وسموه في البداية «اتكلم مصرى» تم تغييره فجأة إلى «اتكلم عربى»، وكأن اسم مصر من العار استخدامه وحده (شخصيًا مع شعار وزارة الهجرة اتكلم عربى).

أتعجب كثيرًا وأضرب كفًا بكف عندما تظهر جماعات من الشرق والغرب تَدَّعى انحدارها من مصر، بينما يتهرب المصريون من أصلهم ويَدَّعون مرة أنهم عرب، ومرة أنهم تُرك، ومرة أنهم مسلمون فقط.

نلوم جماعات الإسلام السياسى كثيرًا ولا نعترف بعيوبنا ومناهجنا، ولا نريد إصلاح ما بها من خلل وعوار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التعليم ومواجهة التشدد التعليم ومواجهة التشدد



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:49 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف
  مصر اليوم - سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف

GMT 10:29 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

نيكول سابا تعلق على دورها في "وتقابل حبيب"
  مصر اليوم - نيكول سابا تعلق على دورها في وتقابل حبيب

GMT 01:34 2025 السبت ,08 آذار/ مارس

دعاء اليوم الثامن من رمضان

GMT 09:10 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

GMT 19:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش

GMT 02:52 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

السعودية تعلن ارتفاع استثماراتها في مصر 500%

GMT 22:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

العثور على جثة مواطن مصري متعفن داخل شقته في الكويت

GMT 19:36 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

اغتصاب وقتل طالبة إسرائيلية على يد مغني

GMT 03:44 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إيناس إسماعيل تُقدِّم طريقة بسيطة لتصميم ماكيت الكريسماس

GMT 06:31 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

طريقة سهلة لتحضير محشي ورق العنب بلحم الغنم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon