توقيت القاهرة المحلي 17:20:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جريمة أم إرهاب؟

  مصر اليوم -

جريمة أم إرهاب

بقلم - عمرو الشوبكي

النقاش الذى تشهده أوروبا منذ فترة، وخاصة فرنسا، حول تكييف نوعية من الجرائم على أنها إرهابية أم جريمة كراهية وعنصرية، لايزال مستمرًا حتى الآن.

وقد شهدت فرنسا خلال عام جريمتين بشعتين، اعتبرتا جرائم كراهية وعنصرية وليستا جريمة إرهاب: الأولى العام الماضى حين أقدم رجل فرنسى أبيض يبلغ من العمر 69 عاما، وهو سائق قطار متقاعد، على استهداف أجانب أكراد، فقتل ثلاثة منهم، واعتبرت جريمة كراهية وعنصرية.

واللافت أن الرجل اتهم قبل عامين بطعن مهاجرين اثنين بسكين فى مخيم بالعاصمة الفرنسية، ولديه أسلحة مسجلة، واعترف الرجل بأنه «يُكنّ كراهية للأجانب وأصبحت حالته مرضية تمامًا»، وأنه «كان يرغب دائما فى قتل مهاجرين وأجانب» منذ أن تعرض منزله لسطوٍ فى 2016 على يد مهاجرين.

والحقيقة أن جرائم العنصرية فى الغرب غالبيتها تنبع من أيديولوجية سياسية.. صحيح أن معظمها يكرس العداء للأجانب ويرفضهم ويطالب بمنع دخولهم دون أن يحرض مباشرة على العنف، إلا أن ذلك يهيئ مَن يقرأ هذه الكتابات لممارسة العنف مثلما فعل القاتل الإرهابى فى نيوزيلندا منذ حوالى 5 سنوات حين قتل عشرات المصلين الآمنين فى أحد المساجد، وقال إنه تبنى ما جاء فى كتاب «الاستبدال الكبير» الذى كتبه باحث فرنسى هو «رونو كامو»، والذى تبنت أطروحته كثيرا من قوى اليمين المتطرف فى أوروبا وأمريكا، وتقوم ببساطة على أن هجرة المسلمين وتزايد أعدادهم فى أوروبا ستؤدى إلى إحلالهم مكان الشعوب الأوروبية.

كيّفَ الادعاء الفرنسى جريمة قتل الأكراد على أنها جريمة كراهية وليست جريمة إرهاب؛ لأنه افترض عدم وجود أيديولوجية يتبناها القاتل تحض مباشرة على القتل كما يفعل الدواعش وجماعات التطرف العنيف.

أما الجريمة الثانية التى صدمت فرنسا والعالم والإنسانية فهى إقدام لاجئ سورى على جريمة طعن فى حديقة عامة قرب بحيرة فى منطقة الألب الفرنسية وهو يهتف بالانجليزية باسم المسيح، وأدى إلى إصابة أربعة أطفال يبلغ أكبرهم ثلاث سنوات بجانب بالغين.

وقد اعتبرت النائبة العامة الفرنسية فى مؤتمر صحفى أن الرجل لم يتحرّك «بدافع إرهابى»، وقالت إن عمره 32 عاما وحصل على حق اللجوء فى السويد، التى أقام فيها عشر سنوات، وقد وصل إلى فرنسا نهاية العام الماضى وقدم طلب لجوء رفضته السلطات الفرنسية، رغم إشارته فى ملفه إلى أنه مسيحى من سوريا، متزوج من سويدية وأب لطفل يبلغ من العمر 3 سنوات.

لازال الجدل مستمرا حول التوصيف القانونى لنوعية معينة من جرائم العنف، وأن جرائم القتل نتيجة العنصرية مثل جريمة قتل الأكراد الثلاثة أو نتيجة الشعور بالإحباط والفشل والتهميش مثل جريمة اللاجئ السورى لا تعتبر إرهابا على عكس الجرائم التى تنبع من أيديولوجية سياسية أو دينية تؤمن بالإرهاب وهنا تعتبر «جريمة إرهابية».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة أم إرهاب جريمة أم إرهاب



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon