توقيت القاهرة المحلي 15:31:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاحتواء الأميركي

  مصر اليوم -

الاحتواء الأميركي

بقلم - عمرو الشوبكي

فى الولايات المتحدة هناك دائما تيار ليبرالى يبحث عن الأسباب التى أدت للتطرف أو الانحراف والجريمة، وهو عادة ما يمثل جوهر أطروحة الحزب الديمقراطى الأمريكى الذى يبحث عن الأسباب التى أدت إلى التطرف، ويحاول تفكيكها ومواجهتها بأدوات سياسية واجتماعية قبل الأدوات الأمنية.

ولذا سنجد عادة ما يدافع الديمقراطيون فى أمريكا عن حقوق الأقليات ويعتبرون الأمريكيين من أصل إفريقى ضحايا واقع اجتماعى ميز ضدهم لسنوات، ودفع بعضهم نحو الجريمة، وأن الحل ليس أساسا فى تغليظ العقوبات بحق المنحرفين منهم كما يرى الجمهوريون، إنما بالأساس حل المشاكل التى دفعتهم للانحراف أو التطرف.

ويفترض أن السياسات الاحتوائية أو الإدماجية فى داخل أمريكا وخارجها تأتى غالبا ضمن أجندة الحزب الديمقراطى الحاكم حاليا، وهى متسقة مع طريقة التفكير السائدة داخل الحزب والتى تقول «نعم نستطيع» أن نقبل المهاجرين ونحول المتطرفين إلى معتدلين، والأفكار الثورية إلى إصلاحية عبر احتواء الجميع فى منظومة قانونية عادلة يضمنها النموذج الأمريكى القادر على استيعابهم وجعلهم مواطنين أمريكيين «صالحين».

وقد تكون علاقة الرئيس الديمقراطى الأسبق باراك أوباما مع إيران نموذجا لافتا لهذه السياسة التى أسفرت عن التوقيع على اتفاق (خمسة + 1) فى 2015، وذلك بالعمل على تعديل توجهات إيران عبر تبنى سياسات لينة واحتوائية لتنقلها من دولة ممانعة خارج المنظومة العالمية، إلى دولة ممانعة من داخلها، بما يعنى وفق التصور السائد وقتها فتح الباب أمام المجتمع الدولى للتأثير فى النظام الإيرانى من خلال التفاعل السياسى والاقتصادى والثقافى ودفعه عمليا نحو الاعتدال.

إن فكرة الدمج والاحتواء وإعادة التأهيل، والضغوط أو المغريات السياسية، من أجل تغيير مواقف وسلوك كثير من الدول والأعراق، وتيارات كثيرة دمجت فى النظام السياسى الأمريكى عبر تفاعلها مع قواعد وقوانين هذا النظام، فاعتبرت أمريكا وخاصة التيار الليبرالى فى الحزب الديمقراطى أنهم بقدر ما يؤثرون فى النظام القائم ويدفعونه نحو الانفتاح لكى يقبل الفاعلون الجدد سواء كانوا دولا أو تنظيمات متشددة أو جماعات عرقية، فإن هذا النظام سيفرض عليهم أيضا ضرورة الاعتدال والتراجع عن الأفكار المتطرفة والالتزام بالقوانين والشرعية.

ولم تقتصر سياسة الاحتواء الأمريكية على قوى إقليمية فى الخارج أو قوى سياسية فى الداخل، إنما امتدت لتشمل أيضا قوة عظمى مثل الصين التى التقى الرئيس الأمريكى الديمقراطى رئيسها منذ عده أيام بعد توتر فى العلاقات بين البلدين.

إن هذا التوجه الاحتوائى الأمريكى تجاه كثير من الدول والقوى والجماعات المتشددة بغرض نقلها نحو الاعتدال، فعلت الإدارة الديمقراطية عكسه فى فلسطين ومع كل فصائل المقاومة المدنية والمسلحة، لأن الخيار الاحتوائى تجاه أى حركة مقاومة على الساحة الفلسطينية يعنى ببساطة إنهاء الاحتلال واستحقاقات ستدفعها إسرائيل، وهذا ما لم تفعله أمريكا لحساب حليفتها العبرية «المقدسة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاحتواء الأميركي الاحتواء الأميركي



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 02:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
  مصر اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon