توقيت القاهرة المحلي 09:05:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاحتواء الأميركي

  مصر اليوم -

الاحتواء الأميركي

بقلم - عمرو الشوبكي

فى الولايات المتحدة هناك دائما تيار ليبرالى يبحث عن الأسباب التى أدت للتطرف أو الانحراف والجريمة، وهو عادة ما يمثل جوهر أطروحة الحزب الديمقراطى الأمريكى الذى يبحث عن الأسباب التى أدت إلى التطرف، ويحاول تفكيكها ومواجهتها بأدوات سياسية واجتماعية قبل الأدوات الأمنية.

ولذا سنجد عادة ما يدافع الديمقراطيون فى أمريكا عن حقوق الأقليات ويعتبرون الأمريكيين من أصل إفريقى ضحايا واقع اجتماعى ميز ضدهم لسنوات، ودفع بعضهم نحو الجريمة، وأن الحل ليس أساسا فى تغليظ العقوبات بحق المنحرفين منهم كما يرى الجمهوريون، إنما بالأساس حل المشاكل التى دفعتهم للانحراف أو التطرف.

ويفترض أن السياسات الاحتوائية أو الإدماجية فى داخل أمريكا وخارجها تأتى غالبا ضمن أجندة الحزب الديمقراطى الحاكم حاليا، وهى متسقة مع طريقة التفكير السائدة داخل الحزب والتى تقول «نعم نستطيع» أن نقبل المهاجرين ونحول المتطرفين إلى معتدلين، والأفكار الثورية إلى إصلاحية عبر احتواء الجميع فى منظومة قانونية عادلة يضمنها النموذج الأمريكى القادر على استيعابهم وجعلهم مواطنين أمريكيين «صالحين».

وقد تكون علاقة الرئيس الديمقراطى الأسبق باراك أوباما مع إيران نموذجا لافتا لهذه السياسة التى أسفرت عن التوقيع على اتفاق (خمسة + 1) فى 2015، وذلك بالعمل على تعديل توجهات إيران عبر تبنى سياسات لينة واحتوائية لتنقلها من دولة ممانعة خارج المنظومة العالمية، إلى دولة ممانعة من داخلها، بما يعنى وفق التصور السائد وقتها فتح الباب أمام المجتمع الدولى للتأثير فى النظام الإيرانى من خلال التفاعل السياسى والاقتصادى والثقافى ودفعه عمليا نحو الاعتدال.

إن فكرة الدمج والاحتواء وإعادة التأهيل، والضغوط أو المغريات السياسية، من أجل تغيير مواقف وسلوك كثير من الدول والأعراق، وتيارات كثيرة دمجت فى النظام السياسى الأمريكى عبر تفاعلها مع قواعد وقوانين هذا النظام، فاعتبرت أمريكا وخاصة التيار الليبرالى فى الحزب الديمقراطى أنهم بقدر ما يؤثرون فى النظام القائم ويدفعونه نحو الانفتاح لكى يقبل الفاعلون الجدد سواء كانوا دولا أو تنظيمات متشددة أو جماعات عرقية، فإن هذا النظام سيفرض عليهم أيضا ضرورة الاعتدال والتراجع عن الأفكار المتطرفة والالتزام بالقوانين والشرعية.

ولم تقتصر سياسة الاحتواء الأمريكية على قوى إقليمية فى الخارج أو قوى سياسية فى الداخل، إنما امتدت لتشمل أيضا قوة عظمى مثل الصين التى التقى الرئيس الأمريكى الديمقراطى رئيسها منذ عده أيام بعد توتر فى العلاقات بين البلدين.

إن هذا التوجه الاحتوائى الأمريكى تجاه كثير من الدول والقوى والجماعات المتشددة بغرض نقلها نحو الاعتدال، فعلت الإدارة الديمقراطية عكسه فى فلسطين ومع كل فصائل المقاومة المدنية والمسلحة، لأن الخيار الاحتوائى تجاه أى حركة مقاومة على الساحة الفلسطينية يعنى ببساطة إنهاء الاحتلال واستحقاقات ستدفعها إسرائيل، وهذا ما لم تفعله أمريكا لحساب حليفتها العبرية «المقدسة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاحتواء الأميركي الاحتواء الأميركي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon