توقيت القاهرة المحلي 08:26:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قنديل ومنيب

  مصر اليوم -

قنديل ومنيب

بقلم - عمرو الشوبكي

هما اثنان من رموز القوى المدنية: عبدالحليم قنديل، الصحفى الكبير صاحب القلم الجرىء والتاريخ الناصع، ومحمد منيب، المحامى الناصرى الصلب صاحب المواقف الشجاعة والمبدئية. كلاهما من قيادات الحركة الناصرية ولهما باع طويل فى العمل السياسى المعارض فى عهود السادات ومبارك ومرسى، وتميزا بالاستقامة الشديدة فى الدفاع عن قناعتهما.

اختلفت مواقفهما من العهد الحالى، فقد أيد عبدالحليم قنديل عن قناعة الرئيس السيسى ودعمه واختلف فى بعض التوجهات وانتقد أوجه قصور كثيرة، فى حين كان موقف محمد منيب هو المعارضة على أرضية وطنية ومن خلال الإيمان بالدولة الوطنية ومؤسساتها واختلف على دورها وأدائها السياسى.

وقد أيدت محكمة النقض مؤخرا الحكم الصادر بحقهما فى القضية المعروفة بـ«إهانة السلطة القضائية» بالحبس ثلاث سنوات وقاما بالفعل بتنفيذ الحكم منذ أن أيدته أعلى سلطة قضائية فى مصر مع عدد آخر، أبرزهم المحامى منتصر الزيات والسياسى حمدى الفخرانى وآخرون.

والحقيقة أن صحفيا بتاريخ عبدالحليم قنديل تعرض لأذى بالغ فى عهد مبارك، ومع ذلك حافظ على نزاهته ولم يتنازل عن شبر واحد من قناعته ولم يتلون ولم يستفد أو يسترزق من السياسة وظل صوت ضمير نزيه لكثير من السياسيين والصحفيين حتى مع من اختلفوا مع أفكاره وكتاباته.

وشارك عبدالحليم فى ثورة يناير وأيدها ثم عارض بشراسة حكم الإخوان ولم يمارس أى مواءمات معهم بعد أن وصلوا للسلطة مثلما فعل البعض، واختلف عن قناعة أيضا مع كثير من رموز تياره وأصدقائه القدامى حين دعم الرئيس السيسى انتخابيا وسياسيا معتبرا أن التحديات التى تواجهها مصر تستلزم إعطاء الأولوية للتنمية ومحاربة الإرهاب وليس الديمقراطية.

ومع ذلك فقد دافع الرجل بشراسة عن كل معتنقى الرأى من التيار المدنى (أى من خارج الممارسين للعنف أو المحرضين عليه) ودخل فى معارك صحفية مع حيتان الفساد والبلطجة بشجاعة نادرة وبدون أى حسابات، ومثل وجها محترما لمؤيدى الحكم الحالى عن قناعة.

تأييد عبدالحليم للدولة فى جوانب كثيرة (ومعارضته فى بعض الجوانب) هى قناعاته التى يجب أن تحترم، مثلما أن معارضة منيب لكثير من توجهات النظام الحالى يجب أيضا أن تحترم وتجعل معاملته بالشكل الإنسانى ووفق القواعد والأعراف القانونية.

يقينا لا أحد يطالب بأن يعفو الرئيس عن المؤيدين ويترك المعارضين، ولا أن يتم عدم تنفيذ أحكام القضاء خاصة إذا أيدتها محكمة النقض (مثلما فعل البعض)، إنما المطلوب تفعيل العفو الرئاسى فى حالات كثيرة تخص معتقلين سلميين قد يكون بعضهم أخطا أو تجاوز لكنه لم يكن أبدا لا محرضا ولا إرهابيا.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قنديل ومنيب قنديل ومنيب



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon