توقيت القاهرة المحلي 00:02:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المدافعون الجدد

  مصر اليوم -

المدافعون الجدد

بقلم - عمرو الشوبكي

كلما شاهدنا التحركات الدولية التى تعمل على وقف آلة الحرب الإسرائيلية داخل مجلس الأمن أو بين أروقة محكمة العدل الدولية سنكتشف أن التحرك الأهم قامت به دولة غير عربية، وهى جنوب إفريقيا، حين اتهمت إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية أنها ترتكب جرائم إبادة جماعية، وقالت المحكمة إن هناك شواهد على قيام إسرائيل بذلك، ثم أصدرت قرارًا ملزمًا بوقف الأعمال العسكرية فى رفح، وهو القرار الذى لم تلتزم بالطبع به إسرائيل، وحين يجمع أعضاء مجلس الأمن على إصدار قرار ملزم بوقف إطلاق النار فى غزة وتمتنع أمريكا فى مرة يتيمة عن استخدام الفيتو لم تلزم به كما هى العادة إسرائيل.

والحقيقة أن ورقة الضغط الأساسية فى وجه آلة الحرب الإسرائيلية أصبحت الآن فى يد الرأى العام الشعبى فى البلاد الديمقراطية، بجانب تحركات العديد من الدول من أجل وقف المجزرة الإسرائيلية فى مقابل أداء عربى محدود التأثير وانقسام فلسطينى.

ورغم التعاطف الهائل الذى أبداه الشارع العربى مع القضية الفلسطينية، ورغم الإدانة الواسعة لجرائم الاحتلال الإسرائيلى، إلا أن هذا التعاطف ظل فى معظمه غير مؤثر مكتفيًا بالشعارات والدعاء باستثناء المغرب الذى عرف تحركات شعبية واسعة لدعم القضية الفلسطينية.

يقينًا التضامن الأضعف الذى جرى مع الشعب الفلسطينى هو الذى أبداه العالم العربى، فلا توجد تحركات شعبية متواصلة مع نظيرتها التى تجرى فى دول العالم بما فيها الدول الإسلامية غير العربية رغم أن العالم العربى ملىء بشعارات دعم القضية الفلسطينية وخطاب الأخوة والقومية العربية والدين قدم الخبرة الأضعف فى التضامن الفعلى مع الشعب الفلسطينى.

أما من قام بعملية 7 أكتوبر وأعاد القضية الفلسطينية إلى سلم أولويات العالم، أى حركة حماس، فنجده أيضًا فى عزلة تامة عما يجرى فى العالم، بل إنه يدير التفاوض مع أعدائه عبر وسطاء، ولا يعترف به العالم وتصنفه الولايات المتحدة وأوروبا على أنه منظمة إرهابية رغم الضريبة الباهظة التى دفعها الشعب الفلسطينى.

تحركات العالم الداعمة للقضية الفلسطينية لم يكن لها أدنى علاقة بدعم حركة حماس بل الغالبية العظمى ممن تظاهروا لصالح القضية الفلسطينية رفضوا الحركة أو تجاهلوها ولم يتعاطفوا مع مشروعها العقائدى والسياسى إلا أنصارها فى بعض البلاد العربية والإسلامية الذين دعموها، ولكنهم ليسوا من سيحسم مستقبل المعركة الدائرة الآن فى العالم حول القضية الفلسطينية، إنما هى معركة بالأساس بين قوى مدنية ليبرالية ويسارية وإنسانية وقوى اليمين المحافظ والمتطرف وشبكات المصالح الاقتصادية والسياسية الداعمة لإسرائيل.

أوراق الضغط العربية، شعبيًا وحكوميًا، مازالت محدودة، وأوراق الضغط السياسية الفلسطينية تعانى من أزمات عميقة، وتواصلهم مع من يدعمون القضية الفلسطينية محدود، ومع ذلك ظل للقضية الفلسطينية أنصار ومؤيدون يتزايدون رغم ضعف أداء من يفترض أنهم محاموها الأصليون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدافعون الجدد المدافعون الجدد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 23:18 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

علاج جيني جديد لفشل القلب يحقق نتائج مبهرة خلال التجارب

GMT 06:24 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقنيات عديدة يمكن استخدامها للدخول في النوم سريعًا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:03 2019 الإثنين ,05 آب / أغسطس

ازمة في الاتحاد السكندري بسبب مواعيد الكأس

GMT 00:30 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

جماهير المصري تدعم الفريق قبل مواجهة النجوم

GMT 22:45 2024 الجمعة ,23 آب / أغسطس

قصي خولي يقدم برنامج "من سيربح المليون"

GMT 00:03 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

المصري يرفض الإستغناء عن بوسكا

GMT 21:20 2019 الخميس ,25 تموز / يوليو

سموحة يتعاقد مع الليبي محمد الترهوني

GMT 10:04 2018 الأحد ,08 تموز / يوليو

نجاح المصرى بالخارج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon