توقيت القاهرة المحلي 05:55:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جماعات الضغط

  مصر اليوم -

جماعات الضغط

بقلم - عمرو الشوبكي

قضية صناعة جماعة ضغط مناصرة للقضية الفلسطينية في الغرب ليس أمرًا سهلا ولا يخضع فقط أو أساسًا للعواطف والمواقف المبدئية، صحيح حين تكون قضيتك عادلة، فإن هذا سيسهل من مهمة حضورك في المجال السياسى والشعبى، لكنه لا يصنعه ولا يضمن نجاحه.
والحقيقة أن قصة جماعات الضغط في العالم قديمة، خاصة في الولايات المتحدة التي تقبل منظومتها السياسية أكثر من بلاد غربية كثيرة شرعية وجود جماعات الضغط التي تعبر عن جماعات عرقية أو دينية مختلفة، سواء التي تخص الأمريكيين من أصول أفريقية أو لاتينية أو عربية، ويبقى أقواها اللوبى المؤيد لإسرائيل.

والحقيقة أن العلاقة بين أمريكا وإسرائيل هي في جانب علاقة عضوية منذ قيام الدولة العبرية وحتى الآن، وترجع لأسباب تاريخية وعقدة الذنب الذي شعر بها أهل الغرب نتيجة الجرائم التي ارتكبت في حق اليهود على يد النازى، واعتبروا أن لديهم مسؤولية تاريخية تجاه حماية إسرائيل.

أما الجانب الآخر والأهم، فيتعلق بنجاح إسرائيل في تصنيع جماعات ضغط (لوبى) لنشر روايتها التاريخية والسياسية، وهو ما غاب عن العالم العربى. وقد نظر كثير من العرب إلى اللوبى الصهيونى المؤيد لإسرائيل باعتباره فقط تجمعًا دينيًا وثقافيًا تتكون نواته الصلبة من اليهود المؤيدين لإسرائيل، إلا أنه من المؤكد أن هناك عوامل أخرى سياسية واجتماعية ساعدت على نجاحه، ومنها قدرتهم على جعل الاضطهاد الذي تعرضوا له على يد النازى من قضية عرقيةـ دينية تخص اليهود- إلى قضية نضالية تخص الإنسانية كلها، خاصة في الغرب.

ولعل هذا ما جعل العديد من الأحزاب اليمينية والحركات اليسارية وكثيرا من الجمعيات المناهضة للتمييز العنصرى في أوروبا تبدى تعاطفًا واضحًا مع اليهود، ليس بسبب «المؤامرة اليهودية» كما يتصور البعض، إنما أيضا للدفاع عن حقوق الإنسان ومحاربة العنصرية والعداء للسامية وليس فقط تحقيق الهدف الرئيسى وهو الدفاع عن إسرائيل. يقينًا، العالم العربى، لأسباب بنيوية تتعلق بأزمة النموذج السياسى والاقتصادى الذي يقدمه، جعلته غير قادر على خلق جماعات ضغط مؤيدة لقضيته الفلسطينية العادلة التي باتت يدافع عنها أصوات الضمير في العالم، ولعل مظاهرات نيويورك ولندن التي شارك فيها ١٠٠ ألف شخص، دليل على حضور عدالة القضية الفلسطينية في الضمير الشعبى والإنسانى.

لقد حان الوقت أن يقدم الشعب الفلسطينى مشروعًا سياسيًا جديدًا كما فعل قطاع واسع من عرب ٤٨، حين تبنوا خطابًا مدنيًا قائمًا على العدالة والمساواة وفضح السياسات العنصرية الإسرائيلية، ولا يكتفى فقط بالحديث عن جرائم إسرائيل، إنما يقدم مشروعًا بديلًا ويحول ما تقوله القيادات الفلسطينية عن حقوق الشعوب في تقرير مصيرها إلى برنامج عمل تحمله قيادات شابة جديدة يكون هدفها ليس الخلاف على حكم الدولة الفلسطينية إنما الوصول إليها بطرح مشروع مدنى إنسانى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جماعات الضغط جماعات الضغط



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon