توقيت القاهرة المحلي 12:44:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جمهوريتنا وجمهوريتهم

  مصر اليوم -

جمهوريتنا وجمهوريتهم

بقلم - عمرو الشوبكي

هناك فارق فى العمر بين الجمهورية التركية والمصرية، فالأولى تأسست فى أكتوبر 1923؛ أى قبل أكثر من 100 عام، والثانية فى يونيو 1953، أى قبل أكثر من 70 عامًا.. ولكن هناك فوارق أخرى غير «السن»، تتمثل فى: الخبرة التاريخية، والسياق السياسى، وأيضا حجم التحولات التى شهدتها كل جمهورية، رغم وجود نقاط تشابه وخاصة فى مرحلة التأسيس.

وقد تقاطعت الجمهورية التركية مع المصرية فى البداية، كونهما عبرا عن مشروعين للتحرر والاستقلال الوطنى، فمصطفى كمال أتاتورك لم يكن مجرد زعيم سياسى كبير إنما أيضا بطل تحرر واستقلال وطنى بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية فى الحرب العالمية الأولى واحتلال أجزاء منها، أما مصر فقد تأسست الجمهورية عقب هزيمة الجيوش العربية فى فلسطين، وكانت أيضا لازالت تحت الاحتلال البريطانى، فجاءت أيضا وهى تحمل معانى التحرر والاستقلال الوطنى التى قادها عبدالناصر.

فى تركيا، رفع مصطفى كمال أتاتورك شعار «السهام الستة»، الذى طرح فيه برنامجه التحررى، وهو يذكّرنا بالمبادئ الستة التى رفعتها ثورة يوليو، صحيح أن مضمون المبادئ فى كلتا الجمهوريتين لم يكن واحدا، إنما اتفقا فى التأكيد على الاستقلال الوطنى ورفض الهيمنة الأجنبية، كما رفضا التعددية الحزبية. وقد ظلت تركيا حتى عام 1946 تعيش فى ظل نظام حزب واحد (23 عاما)، وبقيت مصر فى ظل نفس النظام لمدة 23 عاما حتى قرر الرئيس السادات إعلان التعددية الحزبية عام 1976.

كما اختلفت الجمهوريتان فى مشروعيهما الثقافى والسياسى، حيث تبنت الجمهورية التركية فى بدايتها نظاما علمانيا إقصائيا، وتبنت الجمهورية المصرية نظاما مدنيا متصالحا مع الدين ويعتبر مبادئ الشريعة الإسلامية أحد مصادر التشريع الرئيسية.

يقينًا، الجمهورية التركية حافظت على مبادئها الأساسية، رغم تغير نظمها السياسية، فقد ظلت دولة رأسمالية حليفة للغرب حتى لو اختلف شكل هذا التحالف وحتى لو اختلفت واتفقت معه فى بعض الجوانب، كما بقيت علمانية حتى لو انتقلت من العلمانية الإقصائية إلى العلمانية المنفتحة التى تقبل التنوع الثقافى والمتدينين وغير المتدينين.

أما الجمهورية المصرية، فقد بدأت اشتراكية تقدمية، تحالفت مع الاتحاد السوفيتى واختلفت مع السياسات التركية فى المنطقة واعتبرتها دولة حليفة للقوى الاستعمارية وعضوا فى حلف الناتو، فى الوقت الذى كانت فيه الجمهورية المصرية تخوض معاركها ضد الأحلاف وتتبنى سياسة عدم الانحياز.

الجمهورية المصرية عرفت تحولا جذريا فى عهد رئيسها الثانى أنور السادات، وانتقلت من الاشتراكية والتحالف مع الاتحاد السوفيتى إلى الرأسمالية، والتحالف مع الولايات المتحدة.. وهو تحول جذرى لم تعرفه الجمهورية التركية التى لم تشهد تغيرات جذرية فى تحالفاتها الدولية، ولا فى جوهر مشروعها السياسى.

التشابه فى لحظة التأسيس بين الجمهوريتين واضح حتى لو لم يؤد إلى إنتاج خبرة سياسية متشابهة، رغم قوة المشترك الثقافى والحضارى الذى يجمعهما.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جمهوريتنا وجمهوريتهم جمهوريتنا وجمهوريتهم



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon