توقيت القاهرة المحلي 05:34:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جمهوريتنا وجمهوريتهم

  مصر اليوم -

جمهوريتنا وجمهوريتهم

بقلم - عمرو الشوبكي

هناك فارق فى العمر بين الجمهورية التركية والمصرية، فالأولى تأسست فى أكتوبر 1923؛ أى قبل أكثر من 100 عام، والثانية فى يونيو 1953، أى قبل أكثر من 70 عامًا.. ولكن هناك فوارق أخرى غير «السن»، تتمثل فى: الخبرة التاريخية، والسياق السياسى، وأيضا حجم التحولات التى شهدتها كل جمهورية، رغم وجود نقاط تشابه وخاصة فى مرحلة التأسيس.

وقد تقاطعت الجمهورية التركية مع المصرية فى البداية، كونهما عبرا عن مشروعين للتحرر والاستقلال الوطنى، فمصطفى كمال أتاتورك لم يكن مجرد زعيم سياسى كبير إنما أيضا بطل تحرر واستقلال وطنى بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية فى الحرب العالمية الأولى واحتلال أجزاء منها، أما مصر فقد تأسست الجمهورية عقب هزيمة الجيوش العربية فى فلسطين، وكانت أيضا لازالت تحت الاحتلال البريطانى، فجاءت أيضا وهى تحمل معانى التحرر والاستقلال الوطنى التى قادها عبدالناصر.

فى تركيا، رفع مصطفى كمال أتاتورك شعار «السهام الستة»، الذى طرح فيه برنامجه التحررى، وهو يذكّرنا بالمبادئ الستة التى رفعتها ثورة يوليو، صحيح أن مضمون المبادئ فى كلتا الجمهوريتين لم يكن واحدا، إنما اتفقا فى التأكيد على الاستقلال الوطنى ورفض الهيمنة الأجنبية، كما رفضا التعددية الحزبية. وقد ظلت تركيا حتى عام 1946 تعيش فى ظل نظام حزب واحد (23 عاما)، وبقيت مصر فى ظل نفس النظام لمدة 23 عاما حتى قرر الرئيس السادات إعلان التعددية الحزبية عام 1976.

كما اختلفت الجمهوريتان فى مشروعيهما الثقافى والسياسى، حيث تبنت الجمهورية التركية فى بدايتها نظاما علمانيا إقصائيا، وتبنت الجمهورية المصرية نظاما مدنيا متصالحا مع الدين ويعتبر مبادئ الشريعة الإسلامية أحد مصادر التشريع الرئيسية.

يقينًا، الجمهورية التركية حافظت على مبادئها الأساسية، رغم تغير نظمها السياسية، فقد ظلت دولة رأسمالية حليفة للغرب حتى لو اختلف شكل هذا التحالف وحتى لو اختلفت واتفقت معه فى بعض الجوانب، كما بقيت علمانية حتى لو انتقلت من العلمانية الإقصائية إلى العلمانية المنفتحة التى تقبل التنوع الثقافى والمتدينين وغير المتدينين.

أما الجمهورية المصرية، فقد بدأت اشتراكية تقدمية، تحالفت مع الاتحاد السوفيتى واختلفت مع السياسات التركية فى المنطقة واعتبرتها دولة حليفة للقوى الاستعمارية وعضوا فى حلف الناتو، فى الوقت الذى كانت فيه الجمهورية المصرية تخوض معاركها ضد الأحلاف وتتبنى سياسة عدم الانحياز.

الجمهورية المصرية عرفت تحولا جذريا فى عهد رئيسها الثانى أنور السادات، وانتقلت من الاشتراكية والتحالف مع الاتحاد السوفيتى إلى الرأسمالية، والتحالف مع الولايات المتحدة.. وهو تحول جذرى لم تعرفه الجمهورية التركية التى لم تشهد تغيرات جذرية فى تحالفاتها الدولية، ولا فى جوهر مشروعها السياسى.

التشابه فى لحظة التأسيس بين الجمهوريتين واضح حتى لو لم يؤد إلى إنتاج خبرة سياسية متشابهة، رغم قوة المشترك الثقافى والحضارى الذى يجمعهما.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جمهوريتنا وجمهوريتهم جمهوريتنا وجمهوريتهم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 02:01 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إدانة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في قضية فساد
  مصر اليوم - إدانة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في قضية فساد

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon