توقيت القاهرة المحلي 08:47:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عالمان

  مصر اليوم -

عالمان

بقلم - عمرو الشوبكي

من يتابع الإعلام الغربى وخطاب أغلب السياسيين هناك حول غزة، سيكتشف الفارق الكبير بين نظرتهم للعدوان الإسرائيلى ونظرة الرأى العام العربى والعالمى وأصوات الضمير فى الغرب نفسه، بحيث يمكن القول إننا أصبحنا أمام عالمين، أحدهما يشجع ويبرر قتل الفلسطينيين والثانى يرفضه. يقينًا كثير من المنصات الإعلامية يتبنى الرواية الإسرائيلية بشكل منحاز لا يمكن وصف درجته إلا لو تمت متابعة القنوات الإخبارية المحلية الأوروبية، وليس بى بى سى أو فرنسا ٢٤.

ولقد تابعت، أمس، عددًا من القنوات الإخبارية الفرنسية، مثل BFMTV وC8 وغيرهما، وكانت جميعًا تركز فى برامجها على عنوان واحد تزايد الاعتداءات المُعادية للسامية فى فرنسا وعدم رؤية ما جرى فى الأراضى الفلسطينية من جرائم قبل عملية ٧ أكتوبر وما يجرى حاليًا من مجازر، واختزال الصراع كله فى هذه «العملية البربرية» والإرهابية.

أما رئيس الوزراء الفرنسى السابق، مانويل فالس، فقد صرح فى حوار إذاعى امتد لأكثر من نصف ساعة، بأن دعم إسرائيل هو دعم للديمقراطية ولنموذج ثقافى غربى فى مواجهة الإرهاب وجماعات الإسلام السياسى الذين يعتبروننا كفارًا ويعملون من أجل فرض مبادئ الشريعة علينا وهم يكرهون نموذجنا ويعادون المِثلية الجنسية.

والحقيقة أن النقاش الحالى ليس حول أى النماذج السياسية والثقافية أفضل للعالم، ومنها العالم العربى، وليس حول نموذج حماس، إنما حول قضية تحرر شعب من الاحتلال، وهى مازالت لم تحل بسبب الدعم الغربى المطلق لإسرائيل.

صحيح من حق أمريكا وأوروبا أن تتعاطف مع إسرائيل وأن تدعمها سياسيًا واقتصاديًا لأسباب، كما ذكر أحد المؤرخين الفرنسيين إلى كونها تمثل رمزية للعالم الغربى الحر، لكن أن يصل الأمر إلى عدم رؤية أن هناك ١٠ آلاف قتيل من الجانب الفلسطينى، بينهم ٤ آلاف طفل وأكثر من ألفى سيدة، واعتبار أن من قتلهم هو حماس، لأنهم يأخذون المدنيين دروعًا بشرية، فى حين لم ير مواطن واحد فى العالم أى عنصر لحماس يختبئ خلف المدنيين، سواء فى المستشفيات أو وسط المبانى السكنية.

دعم إسرائيل فى السياسة والاقتصاد وحماية أمنها باعتبارها «نموذجا غربيا»، أمر مفهوم فى عالم السياسة، إنما تشجيعها على القتل وتبرير الاعتداءات التى تجرى والتى جعلت رجلًا مثل أمين عام الأمم المتحدة يطالب بوقف فورى لإطلاق النار، لأن عدد موظفيه الذين قتلوا فى هذا العدوان فاقوا أى رقم فى أى صراع سابق منذ إنشاء الأمم المتحدة.

تعميق الفجوة بين الغرب والعالمين العربى والإسلامى ومعهما معظم دول الجنوب (التى لم تُصَب بداء اليمين القومى المتطرف مثل الهند) وخاصة فى أمريكا الجنوبية وإفريقيا وكثير من الدول الآسيوية وعدد من الدول الأوروبية التى لم يكن لها تاريخ استعمارى كبير، وبين العالم الغربى الاستعمارى أصبح واضحًا وخطيرًا بحيث أصبحنا فعلًا أمام عالمين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالمان عالمان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon