توقيت القاهرة المحلي 17:39:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدولة الفلسطينية

  مصر اليوم -

الدولة الفلسطينية

بقلم : عمرو الشوبكي

أعلنت السعودية عن إطلاق تحالف دولى لإقامة الدولة الفلسطينية، وعُقد اجتماعه الأول، الأسبوع الماضى، فى الرياض، وضم دبلوماسيين ومبعوثين من دول ومنظمات إقليمية ودولية لمناقشة «خريطة طريق» وجدول زمنى لبناء وتنفيذ الدولة الفلسطينية وحل الدولتين، وذكر وزير الخارجية السعودى، الأمير فيصل بن فرحان، أن نحو 90 «دولة ومنظمة دولية» شاركت فى الاجتماع، وأكد الرجل موقف المملكة بربط التطبيع مع إسرائيل بإقامة الدولة الفلسطينية.

والحقيقة أن تأسيس تحالف دولى لإقامة الدولة الفلسطينية أمر جيد وإيجابى، ولكنه سيواجه تحديات كثيرة تتعلق أساسًا بطبيعة السياق الحالى، الذى سيُطرح فيه مشروع تأسيس الدولة الفلسطينية، فى ظل غياب أى أفق للتسوية السلمية للصراع الفلسطينى الإسرائيلى، وأن البدائل تتراوح بين استمرار القتال أو وقف إطلاق النار فى انتظار جولة جديدة من الحروب.

إن غياب أى أفق للتسوية السلمية يجعل مهمة هذه المبادرة صعبة، ولكنها ليست مستحيلة لأنها إذا نجحت فى تأسيس تحالف دولى واسع يضم العالم كله من أوروبا إلى أمريكا الجنوبية ومن جنوب إفريقيا إلى الدول العربية، فإنها ستملأ الفراغ الحالى فى ساحة التسوية السلمية، وقد تكون فرصة لمواجهة ضعف الأداء العربى وغياب مصداقية المؤسسات الدولية وعجزها عن فرض قواعد القانون والشرعية الدولية على إسرائيل.

والحقيقة أنه رغم كل الصعوبات التى تواجه هذه المبادرة، فإن أهميتها تكمن فى ضرورة أن يقدم تيار الاعتدال العربى «فعلًا» وليس فقط معارضة أو خلافًا مع تيار الممانعة، فالتباين الذى جرى فى مراحل سابقة بين مَن أيدوا المسار السياسى والسلمى وبين مَن رفعوا رايات الكفاح المسلح، لم يكن فقط على مستوى الخطاب السياسى والإعلامى، إنما كان بين مشروعات عملية جرت فى الواقع، فالتحولات التى شهدتها منظمة التحرير كانت نتاج جدل وخلافات بين فصائلها حول اتفاق أوسلو، وانتهى الأمر بأن قاد ياسر عرفات مسار التسوية السلمية، وتم التوقيع على اتفاق أوسلو عام 1993، والذى فتح الباب «نظريًّا» لتحويل مناطق الحكم الذاتى إلى دولة فلسطينية قبل أن تُجهضها الحكومات الإسرائيلية بشكل ممنهج بنشر المستوطنات فى الضفة الغربية.

والواضح أن المنطقة تحتاج إلى بدائل ملموسة للمآسى التى تجرى حاليًا فى غزة ولبنان، فقد قدمت قوى الممانعة نموذجها فى المقاومة المسلحة حتى وصل إلى أقصاه بعملية 7 أكتوبر والمواجهات المسلحة التى يخوضها حزب الله فى لبنان، وأن فرص نجاح مشروع حل الدولتين واردة رغم الصعوبات الكثيرة لأنه محل توافق بين جميع الفصائل الفلسطينية، حتى بين مَن يقبلونه بشكل مرحلى، وهو ما يعنى أنه رغم الأداء الإجرامى للحكومة الإسرائيلية وتطرف المزاج العام داخل المجتمع الإسرائيلى، فإنه لا بديل لأى مواجهة مسلحة إلا بالذهاب إلى طاولة التفاوض، وقد يكون تأسيس هذا التحالف الدولى خطوة نحو قيام الدولة الفلسطينية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدولة الفلسطينية الدولة الفلسطينية



GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الغرب يخطئ مرتين في سوريا

GMT 09:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لبنان والمسألة الثقافيّة قبل نكبة «حزب الله» وبعدها

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حب وزواج في زمن الحرب

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 23:09 2019 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

بورصة دبي تغلق دون تغيير يذكر عند مستوى 2640 نقطة

GMT 21:08 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

باريس سان جيرمان يستهدف صفقة من يوفنتوس

GMT 14:28 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير المصري تدعم إستمرار ميمي عبد الرازق كمدير فني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon