توقيت القاهرة المحلي 09:05:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل هي بداية؟

  مصر اليوم -

هل هي بداية

بقلم - عمرو الشوبكي

حوار الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون مع قناة بى بى سى، أمس الأول، ومطالبته بوقف إطلاق النار في غزة يمثل أول تحول في مواقف الدول الغربية الكبرى، حيث لا تزال أمريكا وبريطانيا تتمسكان بهدنة إنسانية، وتعتبران وقف إطلاق النار ستستفيد منه حماس.

الموقف الفرنسى، الذي رفع شعارًا غير مسبوق في سذاجته بإقامة «تحالف دولى ضد حماس»، ونسى أو تناسى أن التحالف الدولى الوحيد المطلوب إقامته هو من أجل «مواجهة الاحتلال»، انتقل إلى موقف متقدم عن باقى الدول الغربية الكبرى، وطالب بوقف إطلاق النار.

وقد قال الرئيس الفرنسى في حواره إن الواقع يقول- (استخدم تعبير De Facto)- إن هناك أطفالًا ونساء وشيوخًا يموتون، وكلهم لا علاقة لهم بحماس، وحين سألته المحاورة: هل تعتبر أن إسرائيل مذنبة (Guilty)، رفض أن يقول نعم، وقال إنه رئيس دولة وليس قاضيًا.

ومع ذلك، فإن الموقف الفرنسى الجديد عزّز مواقف عدد من الدول الأوروبية، مثل إسبانيا والبرتغال واليونان، بجانب موقف قوتين عظميين، هما روسيا والصين، بالمطالبة بوقف إطلاق النار، وهى في الحقيقة دعوة إلى وقف المجازر التي تجرى في حق المدنيين في غزة.

والحقيقة أن معضلة وقف إطلاق النار في غزة ترجع إلى كون إسرائيل اعتبرت قتل المدنيين جزءًا أساسيًّا من استراتيجيتها العسكرية والسياسية، على خلاف معظم الحروب التي جرَت في العالم حين كانت المواجهة تجرى بين جيوش نظامية أو بين فصائل مسلحة، ويكون استهداف المدنيين أمرًا عرضيًّا، وليس سببًا أصيلًا للحرب.

إن تعمد استهداف المدنيين ليس أمرًا عابرًا أو بسبب سياسات عدوانية معتادة من جانب دولة الاحتلال، إنما أُضيف إليها هدف استراتيجى وقوده قتل المدنيين، فالدولة العبرية ترغب في تهجير الفلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها.

وهو ما فعلته حاليًا مع حوالى ربع مليون شخص، واستخدمت لتحقيق هذا الهدف كل الوسائل غير المشروعة من قتل للمدنيين والأطفال واستهداف المستشفيات، في واحدة من أبشع جرائم القتل التي شهدها العالم مؤخرًا.

وقف إطلاق النار يعنى أولًا حماية المدنيين والأطفال، ويعنى ثانيًا إجهاض الجريمة الإسرائيلية في تهجير الفلسطينيين من ديارهم مرة أخرى، فلأول مرة، منذ الحرب العالمية الثانية.

نجد استراتيجية حربية تقوم أساسًا على استهداف المدنيين، ويكفى ما قاله أمين عام الأمم المتحدة من أن ضحايا حرب غزة من موظفى الأمم المتحدة عددهم أكبر من أي ضحايا للمنظمة الدولية، منذ تأسيسها، في أي صراع آخر في العالم، بما يعنى أن حصانة موظفى الأمم المتحدة، التي يتمتعون بها في كل مكان، لا تحترمها إسرائيل، التي صارت فوق أي قانون.

خطوة وقف إطلاق النار يجب أن تكون ورقة الضغط الأهم للعالمين العربى والإسلامى بعيدًا عن أي شعارات أو إدانات متكررة لأنها ستنقذ أرواح بشر، وستعطل المشروع الصهيونى في التهجير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هي بداية هل هي بداية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon