توقيت القاهرة المحلي 12:44:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صواريخ العراق

  مصر اليوم -

صواريخ العراق

بقلم - عمرو الشوبكي

لا يمر يوم إلا وتستهدف الفصائل المسلحة في العراق مواقع عسكرية أمريكية، حتى وصل الأمر إلى استهدافها محيط السفارة الأمريكية بهجوم صاروخى، في المنطقة الخضراء شديدة التحصين، كما عادت نفس هذه الفصائل واستهدفت بواسطة الطائرات المسيّرة قاعدة «عين الأسد» العسكرية الجوية في محافظة الأنبار غربى العراق، والتى اعتبرتها «قاعدة للاحتلال الأمريكى».

وقد تكرر هذا الاستهداف للمواقع والمصالح الأمريكية في العراق منذ أن اندلعت الحرب في غزة، واعتبرت هذه الفصائل أنها بذلك تعبر عن رفضها للسياسات الأمريكية الداعمة للعدوان الإسرائيلى. صحيح أن هذه الهجمات حرصت ألا تقتل أمريكيين، كما أدانتها الحكومة العراقية ووصفتها بأنها «أعمال إرهابية»، وقالت إنها ألقت القبض على بعض العناصر التي شاركت في هذه الهجمات.

والحقيقة من الصعب وفق مراقبين عراقيين وأجانب أن تستطيع الحكومة العراقية أن تذهب بعيدا في مواجهة هذه الفصائل؛ لأن لديها حاضنة شعبية متداخلة مع تلك التي تدعم الحكومة الحالية، كما أنها تمتلك كيانات قوية موازية لمؤسسات الدولة ويشارك كثير منها في صناعة القرار الحكومى.

ولعل السؤال الذي يطرحه كثيرون، وهم يشاهدون ما يجرى في العراق، يتمثل في مفارقة كيف أن هذا النموذج وضع بذرته الأولى الغزو الأمريكى للعراق في 2003، متصورا أنه سيصنع نموذجا تابعا أو- على الأقل- حليفا للولايات المتحدة، وثبت عمليا أنه ليس كذلك، وأنه منقسم بين نخبة حاكمة ترفض التبعية وترغب في علاقة متوازنة بين أمريكا وإيران، وأخرى مسلحة في الشارع حليفة لإيران ومعادية لأمريكا.

والحقيقة أن الولايات المتحدة عقب احتلالها العراق تبنت هدف «اجتثاث حزب البعث» كعنوان لاحتلالها العراق، كما تفعل إسرائيل حاليا في غزة برفعها شعار«اجتثاث حماس»، وكانت النتيجة أن تحول مشروع اجتثاث البعث إلى مشروع لنشر العنف والتطرف والفوضى. لقد خلف هذا المشروع الأمريكى في العراق إرهاب القاعدة وداعش وميليشيات شيعية متطرفة، ومشروع اجتثاث المقاومة والسيطرة الأمنية الإسرائيلية على قطاع غزة سيكون أيضا مصيره الفشل، وسيعيد العنف بصورة أكثر قسوة وعشوائية إلى كل الأراضى الفلسطينية وداخل إسرائيل.

والحقيقة أن هذا الفشل لأكبر قوة عسكرية واقتصادية في العالم في اجتثاث أعدائها الذين حاربتهم في العراق، وجاءت لتنتقم منهم بعد اعتداءات ١١ سبتمبر، لم يلفت نظر إسرائيل التي تحاول تكرار تجربة الاجتثاث مع حركة حماس في غزة.

فكرة اجتثاث حركة مقاومة- مهما كانت درجة الخلاف مع توجهاتها- أمر مستحيل، لأن سر بقائها وإعادة إنتاجها في اسم وشكل جديد هو وجود الاحتلال نفسه، وبدلا من أن تقوم أمريكا بالضغط على إسرائيل لإنهاء الاحتلال تقوم بتشجيعها على تكرار تجربتها الفاشلة في العراق، دون أن تدرى أنها تدفع حماس لأن تصبح أكثر تطرفا حتى لو لم تربح معركة غزة وحملت اسما جديدا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صواريخ العراق صواريخ العراق



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon