توقيت القاهرة المحلي 13:42:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صالح جودت

  مصر اليوم -

صالح جودت

بقلم - عمرو الشوبكي

فيلم ألمظ وعبده الحامولى حفل بالأغانى الجميلة التى شارك فى تلحينها كل من محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وكمال الطويل ومحمد الموجى وبليغ حمدى وعلى إسماعيل، وكلها من كلمات الشاعر صالح جودت. فى هذا الفيلم تغنّى عادل مأمون بأغنية «ياللى سامعنى» التى صارت أيقونته طوال مسيرته الغنائية، وقد أبدع كمال الطويل فى تلحينها، فقدمها كأغنية تراثية لعبده الحامولى، بينما هى أغنية عصرية تحمل بصمات كاتبها الذى كانت له مفردات متميزة عُرف بها دون سواه فى دنيا الشعر الغنائى، مثل مصطلح «نجوم سعده» الذى كرره فى أكثر من أغنية. لطالما أعجبنى فى هذه الأغنية قول المؤلف: قولوا لطيرى اللى سارح..عشه ما بين الجوارح. رأيتها كلمات طازجة لم يسبقه إليها أحد، فعلى حد علمى لم يكتب شاعر غنائى كلمة جوارح بمعنى الطيور الجارحة من قبل.. ثم يكمل: هاجعل ضلوعى غصونه وأعز حسنه وأصونه وأرويه بدمع الحنان.

لكنى فوجئت فيما بعد بأن كلمة جوارح التى أعجبتنى ليست موجودة وأن صالح جودت يقول عشه ما بين «الجوانح» بمعنى بين الضلوع فى أعماق القلب. لا أدرى لماذا أحسست بالغضب نتيجة هذا الاكتشاف، ولعل السبب أن هذه النتيجة قد سحبت الإعجاب الذى أسبغته على المؤلف البارع وهو يحذر الحبيبة عندما صورها عصفورة صغيرة تتهور دون تبصر وتبنى عشها ما بين النسور والعقبان دون أن تتحسب للعواقب. هذا المعنى رأيته أجمل كثيراً من «عشه ما بين الجوانح» الذى استُهلك فى الكثير من الأغانى، خاصة لعمنا رامى.

هذا لا يعنى أن الأغنية صارت فى نظرى سيئة لا سمح الله، فهى قطعة فنية بديعة قدمها كمال الطويل وهو فى ذروة عطائه الفنى وكتبها بمقدرة صالح جودت الذى حمل على كاهله كتابة كل أغانى الفيلم وحواره كذلك، وكلنا نعرف رهافة هذا الشاعر وموهبته الكبيرة، ولعله لم يأخذ المكانة التى يستحقها بين شعراء الأغنية الكبار، بسبب المعارك السياسية الطاحنة التى دخلها وتقلباته الحادة فى المواقف بين العهود والحقب، فقد مدح الملك فاروق كما لم يمدحه أحد فى أغنية «الفنون» وغيرها، لكنه لعن فاروق بعد ذلك وتحمس لعبد الناصر ونظامه، ثم قام فى فترة لاحقة بذم حكم ناصر ووضع قلمه فى خدمة السادات فى مقالات وقصائد شهيرة، وقد كان فى سجالاته على صفحات الجرائد والمجلات حاداً شديد الخشونة، وقد نالت خشونته هذه من الكُتاب والنقاد الذين كانوا خليقين بالكتابة عن تجربته الشعرية الخاصة فتحولوا إلى خصوم، ولم ينجح إعجابهم بشعره فى إزالة المرارة من حلوقهم، فتجاهلوه فى أحسن الأحوال وأكثرها موضوعية!.

أما أغنية ياللى سامعنى، فما زالت تطربنى وما زلت أفضل لو أنه قال عشه ما بين الجوارح، رغم إدراكى بأن الرجل حر فيما يقول ولست أنا الذى سأملى عليه أشعاره.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صالح جودت صالح جودت



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:29 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد
  مصر اليوم - كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon