توقيت القاهرة المحلي 18:35:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العالم وحقوق الإنسان

  مصر اليوم -

العالم وحقوق الإنسان

بقلم - عمرو الشوبكي

تفاعُل العالم، خاصة الدول الغربية، مع قضية حقوق الإنسان فى مصر والعالم العربى تحكمه بشكل أساسى رؤيتان: الأولى رؤية محافظة متأثرة بخطاب اليمين القومى المتشدد وتقوم على قناعة داخلية كاملة بأن قضية احترام حقوق الإنسان والديمقراطية فى باقى دول العالم ليست من أولوياتها.

إنما محاربة الإرهاب ووقف الهجرة غير النظامية، أما الثانية فهى الرؤية الليبرالية المتأثرة بالخطاب المدنى والحقوقى، والتى تعتبر أن احترام حقوق الإنسان فى كل بلاد العالم قضية أساسية، ولكنها باتت تعطى الأولوية لمصالحها واستقرار الدول حتى لو جاءت على حساب مبادئ حقوق الإنسان.

ويمكن القول إن الخطاب الرسمى المصرى ركز على أولوية محاربة الإرهاب والتنمية الاقتصادية ومحاربة الهجرة غير النظامية، وهى نقطة لديها دعم شعبى أوروبى لأنها تستدعى معادلة يعيشها كثير من مجتمعاتها، ولم يربحها الخطاب الحقوقى الآخر وهى تقوم على وجود عناصر إرهابية متطرفة تواجهها الدول الغربية بالأمن.

وأيضًا بيئة حاضنة تضم آلاف المسلمين تغذى الإرهاب وتتعرض فى بعض الأحيان لتجاوزات أمنية قُوبلت باعتراضات حقوقية، ولكنها لم تؤثر فى الرأى العام الذى قبل فى أغلبه أى قيود تُفرض فى أوروبا على المسلمين المتشددين فكريًا حتى لو لم يمارسوا العنف أو يحرضوا عليه، وحتى لو جاءت هذه القيود على حساب مبادئ حقوق الإنسان.

إن أولوية محاربة الإرهاب والهجرة غير النظامية دعوة لديها صدى عند تيار اليمين القومى المتشدد فى أوروبا، الذى اعتبر بشكل صريح أو ضمنى أنه ليس مهمًا احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان، خاصة أن الغرب لم تعد قضيته نشر الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان (باستثناء عمل المنظمات الحقوقية)، وأن المطلوب فقط ألا «يُصدِّر» العرب إرهابيين ولاجئين.

ورغم نجاح الخطاب الرسمى المصرى فى التواصل والتأثير فى القوى اليمينية المحافظة فى مختلف دول العالم، إلا أن هناك تحديات تواجه هذا الخطاب فى التأثير فى التيارات الديمقراطية والمدنية وأغلب مؤسسات الفكر والصحف الكبرى. وهى تطلب مراجعة أى أخطاء تحدث فى مجال حقوق الإنسان.

فلا توجد أى ثقافة ترفض قيمة حقوق الإنسان من حيث المبدأ، ولا يجب الذهاب فى هذا الاتجاه بشكل صريح أو ضمنى كما يفعل اليمين المتطرف فى العالم، فمن حق الجميع أن يطالب باحترام حقوق الإنسان والمحاكمات العادلة، ويرفض أى انتهاك من أى نوع.

المطلوب هو تصحيح الأخطاء ومناقشة أى موضوع أو اتهام مطروح، وهو ما سيتيح لنا مواجهة أى تسييس غربى لخطاب حقوق الإنسان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم وحقوق الإنسان العالم وحقوق الإنسان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 17:32 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم
  مصر اليوم - نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon