توقيت القاهرة المحلي 11:38:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استهداف المدنيين

  مصر اليوم -

استهداف المدنيين

بقلم - عمرو الشوبكي

من الصعب أن نجد في التاريخ الحديث حربًا قامت أساسًا بغرض قتل المدنيين، أو أن تقوم استراتيجيتها السياسية والعسكرية على استهدافهم بشكل متعمد إلا في حالة إسرائيل، التي اعتمدت سياسة التطهير العرقى والتهجير وقتل المدنيين منذ قيامها عام 1948 وحتى الآن.

والواضح أن استهداف المدنيين في غزة ليس مجرد سياسات عدوانية معتادة من دولة الاحتلال، إنما أُضيف إليها هدف استراتيجى إسرائيلى وقوده قتل المدنيين، فالدولة العبرية ترغب في تهجير الفلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها، ثم ستحاول تكرارها من جنوب غزة إلى سيناء، ولو استطاعت أن تفعل نفس الأمر في الضفة الغربية فستفعله.

إن مسألة التطهير العرقى والتهجير خيار استراتيجى إسرائيلى من هذه الحرب، فهى ليست حربًا بين جيشين نظاميين يُقتل فيها عرَضًا المدنيون كما يحدث تقريبًا في كل الحروب، إنما هي حرب بغرض قتل المدنيين، واستهداف المستشفيات ومراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة ومراكز منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

هذا النوع من الحروب أو الجرائم أدى إلى استشهاد حوالى ١٠ آلاف مدنى فلسطينى، بينهم ٤ آلاف طفل، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الحروب على هذه المساحة الجغرافية، ووسط عدد سكان لا يتجاوز 2 مليون و400 ألف نسمة.

وإذا أخذنا الحرب الدائرة الآن بين روسيا وأوكرانيا، فسنجد أن أعداد المدنيين الذين قُتلوا أكثر بقليل من أعداد المدنيين الفلسطينيين، مع ملاحظة الفارق الهائل في عدد السكان، وأيضًا استمرار الحرب الروسية الأوكرانية لأكثر من عامين، في حين قامت إسرائيل بقتل 10 آلاف فلسطينى مدنى، في أقل من شهر، وهو رقم لم تسبقها فيه أي دولة أخرى أو جيش احتلال في العصور الحديثة.

المؤكد أن المشروع الاستيطانى الإسرائيلى قائم على مسألة «الإحلال» منذ نكبة 48 وحتى الآن، أي العمل على تهجير السكان الأصليين من الفلسطينيين وإحلالهم بسكان يهود من كل بقاع الدنيا، واستمر هذا المشروع حتى الآن، وأخذ في بعض الفترات شكلًا سلميًّا ودعائيًّا (دينيًّا وثقافيًّا) بسعى إسرائيل إلى أن تصبح «نموذجًا» لكل يهود العالم، وتُغرى بعضهم للقدوم إليها والعيش فيها، حتى لو كانوا يحملون جنسيات بلدان أخرى، ولم تقبل بأن تعطى هذا الحق للفلسطينيين الذين يعيشون في مخيمات خارج فلسطين ورفضت في كل مفاوضات السلام أن تعطى «حق العودة» لأى فلسطينى يعيش خارج أرضه التاريخية.

يقينًا هدف إسرائيل من حرب غزة ليس فقط أو أساسًا هزيمة مقاتلى حماس، إنما تهجير المدنيين من غزة، وتقسيم المدينة إلى 3 أو 4 أقسام، ولتحقيق هذا الهدف، تحول قتل المدنيين إلى هدف حربى، وأصبح الصمت الدولى على هذه الجريمة لا يرجع فقط إلى سياسة الكيل بمكيالين المعتادة، إنما أيضًا يعنى المشاركة والدعم للهدف الإسرائيلى في التهجير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استهداف المدنيين استهداف المدنيين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 11:29 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد
  مصر اليوم - كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد

GMT 11:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

تحقيق يكشف عن تقييد "فيسبوك" للصفحات الإخبارية الفلسطينية
  مصر اليوم - تحقيق يكشف عن تقييد فيسبوك للصفحات الإخبارية الفلسطينية

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon