توقيت القاهرة المحلي 10:05:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مشاهدات تونسية

  مصر اليوم -

مشاهدات تونسية

بقلم - عمرو الشوبكي

شاركت، الأسبوع الماضى، فى مؤتمر حول العدالة الاجتماعية فى الشرق الأوسط بالتعاون مع جامعة صفاقس، وتوقعت أن أجد اختلافًا فى الدخول والخروج، مقارنة بعشرات المرات السابقة التى زرت فيها هذا البلد الرائع.
والحقيقة أنه لم يتغير شىء، فنفس الطابور الطويل فى الدخول والخروج حتى تصل إلى «مراقبة الجوازات» فتُنهى إجراءاتك فى دقائق معدودة، فلا توجد أى إجراءات أمنية استثنائية فى المطار ولا فى الشوارع. صحيح يشتكى الناس غلاء الأسعار والفساد، وفى الوقت نفسه فإن ثقة الكثيرين فى نزاهة الرئيس وطهارة يده كبيرة، حتى لو اعتبر الكثيرون أيضًا أن ذلك بمفرده غير كافٍ لإخراج البلاد من أزمتها.

وتدخل تونس العاصمة وتتواصل مع أصدقاء وتستمع لكلام النخب ورجل الشارع بكل حرية ودون أى قيود على حرية الرأى والتعبير، وحتى التليفزيون الوطنى أذاع زيارات للرئيس فى الأسواق يستمع فيها لشكاوى الناس من غلاء الأسعار والأزمة الاقتصادية.

بعض زملائنا من الجامعيين والمثقفين فى تونس يختلفون أولًا مع حركة النهضة ويُحمِّلونها المسؤولية الأولى للأزمة السياسية، ويؤيدون قرارات الرئيس الاستثنائية فى 25 يوليو، والتى جمّدت عمل البرلمان، ولكنهم يختلفون مع أدائه حاليًا ويطالبونه بضرورة الحوار مع الأحزاب والاتحاد التونسى للشغل من أجل إيجاد خريطة طريق وعدم الاكتفاء بالاستشارات الوطنية عبر وسائل التواصل الاجتماعى، والتى شارك فيها فقط نصف مليون مواطن.

فى تونس هناك أزمات مبررة وأخرى غير مبررة، فالغلاء أزمة عالمية وتونسية، والفساد أزمة عربية، لكن هناك أزمة التاكسى، التى تُذكِّرك بمصر فى سبعينيات القرن الماضى، فوقت الذروة تشاهد الناس يتحايلون على سائقى التاكسى لتوصيلهم، والعكس فى الأوقات المسائية حين يخف الضغط البشرى على المدينة، وتتساءل عن أسباب عدم حل هذه المشكلة، والإجابة أن نقابات العمال ترفض دخول «أوبر» السوق التونسية، وهو موقف يُحترم، ولكن لماذا لا تؤسَّس شركة وطنية تونسية للنقل الخاص مثل «أوبر»؟. هنا لا إجابة.

بلد مثل تونس متجانس، وتعداد سكانه 12 مليون نسمة، وبه نسبة أمية منخفضة وتعليم عام جيد ومنفتح على العالم، ومع ذلك لم يصبح متقدمًا كما يجب فى الخدمات والمصارف والسياحة!.

تونس لا تسهر فى المجمل إلا فى مناطق السهر، ومعظم مقاهى الشارع الرئيسى الحبيب بورقيبة تغلق أبوابها ما بين الثامنة والعاشرة، سيدى بوسعيد لا يزال مكانًا ساحرًا حيث تشاهد الجبل والبحر ومصريين لابد أن تراهم فى مقهى السيدى شبعان ذى الإطلالة الرائعة.

لم يتغير شكل سيدى بوسعيد منذ زياراتى الأولى لتونس منذ 15 عامًا، فلا ناطحة سحاب ولا لون غير اللون الأبيض.

المجالان العام والسياسى لم ولن يُغلقا فى تونس، ومازلت متفائلًا بمستقبل هذا البلد رغم التحديات الكثيرة. (إذا الشعب يومًا أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشاهدات تونسية مشاهدات تونسية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon