توقيت القاهرة المحلي 14:42:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مشاهدات تونسية

  مصر اليوم -

مشاهدات تونسية

بقلم - عمرو الشوبكي

شاركت، الأسبوع الماضى، فى مؤتمر حول العدالة الاجتماعية فى الشرق الأوسط بالتعاون مع جامعة صفاقس، وتوقعت أن أجد اختلافًا فى الدخول والخروج، مقارنة بعشرات المرات السابقة التى زرت فيها هذا البلد الرائع.
والحقيقة أنه لم يتغير شىء، فنفس الطابور الطويل فى الدخول والخروج حتى تصل إلى «مراقبة الجوازات» فتُنهى إجراءاتك فى دقائق معدودة، فلا توجد أى إجراءات أمنية استثنائية فى المطار ولا فى الشوارع. صحيح يشتكى الناس غلاء الأسعار والفساد، وفى الوقت نفسه فإن ثقة الكثيرين فى نزاهة الرئيس وطهارة يده كبيرة، حتى لو اعتبر الكثيرون أيضًا أن ذلك بمفرده غير كافٍ لإخراج البلاد من أزمتها.

وتدخل تونس العاصمة وتتواصل مع أصدقاء وتستمع لكلام النخب ورجل الشارع بكل حرية ودون أى قيود على حرية الرأى والتعبير، وحتى التليفزيون الوطنى أذاع زيارات للرئيس فى الأسواق يستمع فيها لشكاوى الناس من غلاء الأسعار والأزمة الاقتصادية.

بعض زملائنا من الجامعيين والمثقفين فى تونس يختلفون أولًا مع حركة النهضة ويُحمِّلونها المسؤولية الأولى للأزمة السياسية، ويؤيدون قرارات الرئيس الاستثنائية فى 25 يوليو، والتى جمّدت عمل البرلمان، ولكنهم يختلفون مع أدائه حاليًا ويطالبونه بضرورة الحوار مع الأحزاب والاتحاد التونسى للشغل من أجل إيجاد خريطة طريق وعدم الاكتفاء بالاستشارات الوطنية عبر وسائل التواصل الاجتماعى، والتى شارك فيها فقط نصف مليون مواطن.

فى تونس هناك أزمات مبررة وأخرى غير مبررة، فالغلاء أزمة عالمية وتونسية، والفساد أزمة عربية، لكن هناك أزمة التاكسى، التى تُذكِّرك بمصر فى سبعينيات القرن الماضى، فوقت الذروة تشاهد الناس يتحايلون على سائقى التاكسى لتوصيلهم، والعكس فى الأوقات المسائية حين يخف الضغط البشرى على المدينة، وتتساءل عن أسباب عدم حل هذه المشكلة، والإجابة أن نقابات العمال ترفض دخول «أوبر» السوق التونسية، وهو موقف يُحترم، ولكن لماذا لا تؤسَّس شركة وطنية تونسية للنقل الخاص مثل «أوبر»؟. هنا لا إجابة.

بلد مثل تونس متجانس، وتعداد سكانه 12 مليون نسمة، وبه نسبة أمية منخفضة وتعليم عام جيد ومنفتح على العالم، ومع ذلك لم يصبح متقدمًا كما يجب فى الخدمات والمصارف والسياحة!.

تونس لا تسهر فى المجمل إلا فى مناطق السهر، ومعظم مقاهى الشارع الرئيسى الحبيب بورقيبة تغلق أبوابها ما بين الثامنة والعاشرة، سيدى بوسعيد لا يزال مكانًا ساحرًا حيث تشاهد الجبل والبحر ومصريين لابد أن تراهم فى مقهى السيدى شبعان ذى الإطلالة الرائعة.

لم يتغير شكل سيدى بوسعيد منذ زياراتى الأولى لتونس منذ 15 عامًا، فلا ناطحة سحاب ولا لون غير اللون الأبيض.

المجالان العام والسياسى لم ولن يُغلقا فى تونس، ومازلت متفائلًا بمستقبل هذا البلد رغم التحديات الكثيرة. (إذا الشعب يومًا أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشاهدات تونسية مشاهدات تونسية



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 12:22 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة
  مصر اليوم - عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon