توقيت القاهرة المحلي 08:19:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكفاح الفلسطيني والعالم الخارجي

  مصر اليوم -

الكفاح الفلسطيني والعالم الخارجي

بقلم - عمرو الشوبكي

رحلة الكفاح الفلسطينى لم تعتمد فقط على الأوضاع الداخلية ولا على حسابات أو أخطاء الفصائل الفلسطينية ولا على الثمن الذى دفعه الشعب الفلسطينى من دماء أبنائه لنَيْل استقلاله، إنما أيضًا كان للمتغير الخارجى تأثير كبير ومباشر على القضية الفلسطينية منذ وعد بلفور حتى العدوان الإسرائيلى على غزة.

والمؤكد أن هناك فارقًا كبيرًا بين خبرة منظمة التحرير الفلسطينية فى التعامل مع العالم الخارجى وبين خبرة فصائل المقاومة المسلحة، وعلى رأسها حركة حماس، فالأولى أثرت وتأثرت بالعالم الخارجى وتفاعلت معه، حتى وهى مختلفة مع أقطابها الكبرى (أمريكا أساسًا)، فى حين أن الثانية انكفأت على نفسها، ولم تقدم خطابًا يؤثر فى الخارج، واعتمدت أساسًا على صمودها أمام آلة الحرب الإسرائيلية وعمليات المقاومة المسلحة.

ورغم أن العمليات الفدائية التى نفذتها منظمة التحرير فى الماضى صنفها العالم الغربى وإسرائيل بالإرهابية، فإنها نجحت فى أن تحصل على دعم أطراف خارجية مثل الاتحاد السوفيتى والكتلة الاشتراكية وقتها، ودعمتها تجارب التحرر الوطنى فى العالم العربى ودول العالم الثالث وأيضًا تيارات أوروبية يسارية.

وقد تبنّت منظمة التحرير الفلسطينية مشروع الدولة العلمانية الواحدة فى فلسطين التاريخية، التى يعيش عليها المسلمون والمسيحيون واليهود، مدعومة من خطاب التحرر الوطنى العربى والعالمى، ولم تقل مطلقًا بإلقاء اليهود فى البحر، إلا أن هذا المشروع وُصف أمريكيًّا بأنه متطرف ومُعادٍ لليهود، رغم أنه كان طرحًا مدنيًّا، ولم يكن مشروع إقصاء دينى ولا عرقى، ونال قبولًا فى أوساط خارجية كثيرة.

وقد أُعيد طرح سؤال التفاعل الفلسطينى مع العالم الخارجى عقب عملية ٧ أكتوبر، خاصة بعد أن وقف الجميع، بمَن فيهم المختلفون مع حماس والرافضون لعملية 7 أكتوبر، مصدومين من هول ما جرى فى غزة من جرائم إبادة وقتل متعمد للمدنيين والأطفال، فى مشهد لم تعرفه أشد حروب العالم بربرية وقسوة، وكان التضامن العربى الإسلامى العالمى مع شعب غزة كبيرًا، ولأول مرة، نجد هناك ضميرًا إنسانيًّا عالميًّا عابرًا للحدود والثقافات، ويطالب بوقف فورى لإطلاق النار، وجاءت خطوة جنوب إفريقيا لتعزز من دور العالم الخارجى فى معادلة اتهام إسرائيل ومحاولة ردعها.

ورغم كل التحولات الكبرى فى الرأى العام العالمى، فإن واقع فصائل المقاومة وخطابها السياسى يقول إنه لم يستطع أن يؤثر ويتأثر بالخطاب الإنسانى والقانونى والحقوقى العالمى الذى يدعم فلسطين، وأن الأمر المؤكد أنه لا يمكن أن تنتصر المقاومة الفلسطينية إلا إذا استطاعت أن تقدم نموذجًا للصمود الداخلى وتحافظ على حاضنتها الشعبية، وهو موجود، وأيضًا أن تتفاعل وتؤثر كما فعلت كل تجارب التحرر الوطنى مع العالم الخارجى أو على الأقل أصوات الضمير والرأى العام العالمى والنخب البديلة لمنظومة الحكم المهيمنة فى الغرب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكفاح الفلسطيني والعالم الخارجي الكفاح الفلسطيني والعالم الخارجي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon