توقيت القاهرة المحلي 23:57:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكفاح الفلسطيني والعالم الخارجي

  مصر اليوم -

الكفاح الفلسطيني والعالم الخارجي

بقلم - عمرو الشوبكي

رحلة الكفاح الفلسطينى لم تعتمد فقط على الأوضاع الداخلية ولا على حسابات أو أخطاء الفصائل الفلسطينية ولا على الثمن الذى دفعه الشعب الفلسطينى من دماء أبنائه لنَيْل استقلاله، إنما أيضًا كان للمتغير الخارجى تأثير كبير ومباشر على القضية الفلسطينية منذ وعد بلفور حتى العدوان الإسرائيلى على غزة.

والمؤكد أن هناك فارقًا كبيرًا بين خبرة منظمة التحرير الفلسطينية فى التعامل مع العالم الخارجى وبين خبرة فصائل المقاومة المسلحة، وعلى رأسها حركة حماس، فالأولى أثرت وتأثرت بالعالم الخارجى وتفاعلت معه، حتى وهى مختلفة مع أقطابها الكبرى (أمريكا أساسًا)، فى حين أن الثانية انكفأت على نفسها، ولم تقدم خطابًا يؤثر فى الخارج، واعتمدت أساسًا على صمودها أمام آلة الحرب الإسرائيلية وعمليات المقاومة المسلحة.

ورغم أن العمليات الفدائية التى نفذتها منظمة التحرير فى الماضى صنفها العالم الغربى وإسرائيل بالإرهابية، فإنها نجحت فى أن تحصل على دعم أطراف خارجية مثل الاتحاد السوفيتى والكتلة الاشتراكية وقتها، ودعمتها تجارب التحرر الوطنى فى العالم العربى ودول العالم الثالث وأيضًا تيارات أوروبية يسارية.

وقد تبنّت منظمة التحرير الفلسطينية مشروع الدولة العلمانية الواحدة فى فلسطين التاريخية، التى يعيش عليها المسلمون والمسيحيون واليهود، مدعومة من خطاب التحرر الوطنى العربى والعالمى، ولم تقل مطلقًا بإلقاء اليهود فى البحر، إلا أن هذا المشروع وُصف أمريكيًّا بأنه متطرف ومُعادٍ لليهود، رغم أنه كان طرحًا مدنيًّا، ولم يكن مشروع إقصاء دينى ولا عرقى، ونال قبولًا فى أوساط خارجية كثيرة.

وقد أُعيد طرح سؤال التفاعل الفلسطينى مع العالم الخارجى عقب عملية ٧ أكتوبر، خاصة بعد أن وقف الجميع، بمَن فيهم المختلفون مع حماس والرافضون لعملية 7 أكتوبر، مصدومين من هول ما جرى فى غزة من جرائم إبادة وقتل متعمد للمدنيين والأطفال، فى مشهد لم تعرفه أشد حروب العالم بربرية وقسوة، وكان التضامن العربى الإسلامى العالمى مع شعب غزة كبيرًا، ولأول مرة، نجد هناك ضميرًا إنسانيًّا عالميًّا عابرًا للحدود والثقافات، ويطالب بوقف فورى لإطلاق النار، وجاءت خطوة جنوب إفريقيا لتعزز من دور العالم الخارجى فى معادلة اتهام إسرائيل ومحاولة ردعها.

ورغم كل التحولات الكبرى فى الرأى العام العالمى، فإن واقع فصائل المقاومة وخطابها السياسى يقول إنه لم يستطع أن يؤثر ويتأثر بالخطاب الإنسانى والقانونى والحقوقى العالمى الذى يدعم فلسطين، وأن الأمر المؤكد أنه لا يمكن أن تنتصر المقاومة الفلسطينية إلا إذا استطاعت أن تقدم نموذجًا للصمود الداخلى وتحافظ على حاضنتها الشعبية، وهو موجود، وأيضًا أن تتفاعل وتؤثر كما فعلت كل تجارب التحرر الوطنى مع العالم الخارجى أو على الأقل أصوات الضمير والرأى العام العالمى والنخب البديلة لمنظومة الحكم المهيمنة فى الغرب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكفاح الفلسطيني والعالم الخارجي الكفاح الفلسطيني والعالم الخارجي



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon