توقيت القاهرة المحلي 17:20:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وإذا توقفت الحرب؟

  مصر اليوم -

وإذا توقفت الحرب

بقلم - عمرو الشوبكي

السؤال الذى يطرح نفسه فى بلد مثل السودان: ماذا لو توقفت الحرب إما بسبب فشل الطرفين فى تحقيق انتصار حاسم أو بسبب انتصار جزئى لطرف، (وهو الجيش)، لن يؤدى إلى شطب كامل للطرف الآخر (الدعم السريع) من معادلة السياسة والوجود؟؟.

الحقيقة أن توقف الحرب سيعنى تلقائيًّا العودة إلى مائدة التفاوض، ولكن يجب أن تضمن تلك العودة شروطًا جديدة أبرزها تجاوز الخبرة التى سادت طوال المرحلة الانتقالية، والتى قامت على اقتسام السلطة بين أطراف متناقضة سواء كانت قوى سياسية مدنية أو عسكرية، وأنتجت مرحلة هشّة قائمة على المواءمات، التى تُعمق الخلافات فى الواقع وتُخفيها فى العلن، حتى انفجرت فى وجه الجميع بالمواجهات الدموية بين الجيش والدعم السريع.

من المهم فى تجارب الانقسام السياسى والعسكرى فى العالم العربى، وتحديدًا فى ليبيا والسودان، البحث عن نموذج أو إطار (Frame) جديد لا يعيد إنتاج نموذج تقاسم السلطة الذى عرفته السودان على مدار 4 سنوات، إنما يجب أن يعطى ثقته لطرف أو مشروع سياسى يكون محل توافق بين معظم الأطراف، ويحول المجتمع الدولى جهوده من التركيز على خلق سلطة ضعيفة مفتتة للسيطرة عليها أو خوفًا من إعادة إنتاج النظام الديكتاتورى القديم إلى الرهان على سلطة واحدة وعلى نظام رئاسى ديمقراطى يمارس عليه المجتمع الدولى ضغوطًا حقيقية حتى لا يعيد إنتاج النظام القديم الذى يخشاه الكثيرون.

يجب ألا تستمر الضغوط الدولية لصالح بناء نظام فاشل، فلم ينجح نموذج «اقتسام السلطة» فى السودان، ولم يحدث أى توافق فى الواقع وليس على الورق، وأنتج حربًا بدلًا من انتقال ديمقراطى، كما أنه مسؤول عن دفع الكثيرين إلى البحث عن المخلص المستبد، أو الذهاب إلى الاقتتال الأهلى والفوضى.

كل الحوارات والمؤتمرات والمبعوثين الأمميين واجتماعات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وتصريحات زعماء الدول الكبرى من أجل إحلال السلام فى السودان يجب أن تضع إطارًا جديدًا مختلفًا عن الذى حكم تحركاتهم طوال الفترة الماضية، والبداية ستكون بالرهان كما فى كل الدنيا على خلق سلطة واحدة يكون من شروط وجودها إعطاء مساحات للمعارضة وبناء دولة قانون وعدم العودة إلى الاستبداد، وهى كلها أمور يمكن الوصول إليها بمراحل متدرجة من خلال سلطة واحدة، بدلًا من القفز فى الهواء عبر نموذج اقتسام السلطة بين الجميع، الذى لم ينتج استقرارًا ولا ديمقراطية.

ستتوقف المواجهات المسلحة فى السودان آجلًا أم عاجلًا، والمطلوب أن يتوافق الجميع على مرحلة «غير انتقالية» يقودها رجل/ مشروع يعبر عن جانب من المشروعات السياسية لمعظم الأطراف المدنية والعسكرية، ويحقق لهم جانبًا من طموحاتهم، وينال دعم المجتمع الدولى والقوى الإقليمية، أما إعادة إنتاج الخبرة السابقة من فشل فلن تحل مشاكل السودان، إنما ستفاقمها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وإذا توقفت الحرب وإذا توقفت الحرب



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon