توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين حماس وطالبان

  مصر اليوم -

بين حماس وطالبان

بقلم - عمرو الشوبكي

حاربت حركة طالبان الولايات المتحدة الأمريكية على مدار 20 عامًا، وقتلت مئات الجنود الأمريكيين، وأعطت تنظيم القاعدة ملاذًا آمنًا فى أفغانستان أثناء حكمها الأول من 1996 حتى 2001، حتى قام باعتداءات 11 سبتمبر لتصبح شريكة له فى العملية الإرهابية. أما حركة حماس، التى لم تحارب أمريكا ولم تقتل جنودها، إنما واجهت محتلًا، فقد صنفتها الولايات المتحدة حركة إرهابية قبل عملية 7 أكتوبر فى مفارقة لافتة.

والحقيقة أن مفارقة هذا الموقف تكمن فى أن الولايات المتحدة أقرت بعد 20 عامًا أن وجودها فى أفغانستان بات يمثل سلطة احتلال ثقيلة على الشعب الأفغانى، رغم إنفاقها حوالى تريليون دولار من أجل إعادة تأسيس جيش أفغانى جديد وأجهزة أمنية ومؤسسات إدارية «شكلها حداثى»، حاولت زرعها فى البيئة الأفغانية وفرضها على قيادة البلاد وفشلت.

والحقيقة أن التقبل الأمريكى للنهاية المحتومة لأى سلطة احتلال بالانكسار والهزيمة، ولو ارتدت ثياب «تحديث البلد»، فعلت عكسه مع سلطة احتلال غاشم كإسرائيل تنفق الملايين على تطوير سلاحها لقتل وقمع الفلسطينيين، وضاعفت منذ اتفاق أوسلو للسلام أعداد المستوطنات فى الضفة الغربية، ومعها أعداد المعتقلين، واستهدفت المدنيين ونغّصت عليهم معاشهم اليومى.

والمفارقة أن حركة طالبان تعد من أكثر الجماعات المتشددة انغلاقًا، ولديها بنية عقائدية فيها كثير من الدين وقليل من السياسة، فهى لا تؤمن بالانتخاب، فأميرها يتم اختياره من «أهل الحل والعقد»، وحتى الشورى تعتبرها غير ملزمة إنما للاسترشاد، كما ترفض الأحزاب وتعتبرها نوعًا من «العصبية الجاهلية»، ويعد قرارها الأخير بمنع تعليم الفتيات، وأعقبه قرار آخر بمنع النساء من العمل فى القطاع الخاص، سابقة غير متكررة فى تاريخ النظم والجماعات الدينية المتشددة، فجميعها لم تمنع تعليم النساء إنما منعت الاختلاط مع الرجال، وسمحت لهن بالتعلم والعمل فى وظائف بعينها.

ورغم هذه البنية العقائدية شديدة الانغلاق فإن الموقف الأمريكى من طالبان حكمه فى النهاية عامل واحد، هو أن الاحتلال لا يمكن أن يستمر حتى لو أنفق المليارات، وتركت أفغانستان وانسحبت، فى حين دعمت سلطة الاحتلال الإسرائيلى وتغاضت عن كل الجرائم التى ارتكبتها فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، و«مسكت» فقط فى أن حماس «إرهابية».

لا يمكن القضاء على حركة تحرر حتى لو صنفها البعض جماعة إرهابية، صحيح أن تنظيمات التطرف والإرهاب يمكن القضاء عليها أو تهميشها مثل داعش والقاعدة وغيرهما لأن قاعدتهم الشعبية مؤقته ويمكن أن تتناقص بفعل مشروع سياسى واجتماعى بديل أو نتيجة المواجهات الأمنية، أما حماس أو طالبان وقبلهما جبهة التحرير الوطنى الجزائرية (التى صنفتها فرنسا أيضًا جماعة إرهابية) وغيرها، فلا يمكن القضاء عليها لأنها مرتبطة بقضية مجتمعية تواجه سلطة احتلال، وليس فقط مجرد خيار عقائدى أو أيديولوجى، حتى لو اختلفنا مع كل مضامينه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين حماس وطالبان بين حماس وطالبان



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon