توقيت القاهرة المحلي 10:58:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين حماس وطالبان

  مصر اليوم -

بين حماس وطالبان

بقلم - عمرو الشوبكي

حاربت حركة طالبان الولايات المتحدة الأمريكية على مدار 20 عامًا، وقتلت مئات الجنود الأمريكيين، وأعطت تنظيم القاعدة ملاذًا آمنًا فى أفغانستان أثناء حكمها الأول من 1996 حتى 2001، حتى قام باعتداءات 11 سبتمبر لتصبح شريكة له فى العملية الإرهابية. أما حركة حماس، التى لم تحارب أمريكا ولم تقتل جنودها، إنما واجهت محتلًا، فقد صنفتها الولايات المتحدة حركة إرهابية قبل عملية 7 أكتوبر فى مفارقة لافتة.

والحقيقة أن مفارقة هذا الموقف تكمن فى أن الولايات المتحدة أقرت بعد 20 عامًا أن وجودها فى أفغانستان بات يمثل سلطة احتلال ثقيلة على الشعب الأفغانى، رغم إنفاقها حوالى تريليون دولار من أجل إعادة تأسيس جيش أفغانى جديد وأجهزة أمنية ومؤسسات إدارية «شكلها حداثى»، حاولت زرعها فى البيئة الأفغانية وفرضها على قيادة البلاد وفشلت.

والحقيقة أن التقبل الأمريكى للنهاية المحتومة لأى سلطة احتلال بالانكسار والهزيمة، ولو ارتدت ثياب «تحديث البلد»، فعلت عكسه مع سلطة احتلال غاشم كإسرائيل تنفق الملايين على تطوير سلاحها لقتل وقمع الفلسطينيين، وضاعفت منذ اتفاق أوسلو للسلام أعداد المستوطنات فى الضفة الغربية، ومعها أعداد المعتقلين، واستهدفت المدنيين ونغّصت عليهم معاشهم اليومى.

والمفارقة أن حركة طالبان تعد من أكثر الجماعات المتشددة انغلاقًا، ولديها بنية عقائدية فيها كثير من الدين وقليل من السياسة، فهى لا تؤمن بالانتخاب، فأميرها يتم اختياره من «أهل الحل والعقد»، وحتى الشورى تعتبرها غير ملزمة إنما للاسترشاد، كما ترفض الأحزاب وتعتبرها نوعًا من «العصبية الجاهلية»، ويعد قرارها الأخير بمنع تعليم الفتيات، وأعقبه قرار آخر بمنع النساء من العمل فى القطاع الخاص، سابقة غير متكررة فى تاريخ النظم والجماعات الدينية المتشددة، فجميعها لم تمنع تعليم النساء إنما منعت الاختلاط مع الرجال، وسمحت لهن بالتعلم والعمل فى وظائف بعينها.

ورغم هذه البنية العقائدية شديدة الانغلاق فإن الموقف الأمريكى من طالبان حكمه فى النهاية عامل واحد، هو أن الاحتلال لا يمكن أن يستمر حتى لو أنفق المليارات، وتركت أفغانستان وانسحبت، فى حين دعمت سلطة الاحتلال الإسرائيلى وتغاضت عن كل الجرائم التى ارتكبتها فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، و«مسكت» فقط فى أن حماس «إرهابية».

لا يمكن القضاء على حركة تحرر حتى لو صنفها البعض جماعة إرهابية، صحيح أن تنظيمات التطرف والإرهاب يمكن القضاء عليها أو تهميشها مثل داعش والقاعدة وغيرهما لأن قاعدتهم الشعبية مؤقته ويمكن أن تتناقص بفعل مشروع سياسى واجتماعى بديل أو نتيجة المواجهات الأمنية، أما حماس أو طالبان وقبلهما جبهة التحرير الوطنى الجزائرية (التى صنفتها فرنسا أيضًا جماعة إرهابية) وغيرها، فلا يمكن القضاء عليها لأنها مرتبطة بقضية مجتمعية تواجه سلطة احتلال، وليس فقط مجرد خيار عقائدى أو أيديولوجى، حتى لو اختلفنا مع كل مضامينه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين حماس وطالبان بين حماس وطالبان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon