توقيت القاهرة المحلي 11:23:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قاتل مانهاتن

  مصر اليوم -

قاتل مانهاتن

بقلم : عمرو الشوبكي

قاتل حى مانهاتن فى مدينة نيويورك الأمريكية نموذج متكرر لمئات المسلمين الذين يعيشون فى عواصم غربية، وقرروا التطرف فجأة فى أعقاب فشل دراسى أو مهنى، أو تهميش اجتماعى أو عنصرى، أو اضطراب نفسى.

منفذ عملية منهاتن نموذج مثالى لهذا البروفايل المشوه «للإرهابيين الجدد»، والذى شهدنا كثيرا مثله فى أوروبا وأمريكا، فهو مهاجر مسلم من أوزبكستان، اسمه سيف الله حبيبُ اللايفيتش سايبوف، متزوج ولديه ثلاثة أطفال، ويبلغ من العمر 29 عاماً، وصل إلى الولايات المتحدة قبل سبع سنوات، وأقام فى ولاية فلوريدا، إلى أن قصد نيويورك لتنفيذ عمليته الإرهابية التى انتهت بمقتل 8 أشخاص وإصابة 12 شخصا.

وسايبوف له سجل إجرامى يتضمن بالأساس مخالفات مرورية، وذكر أحد أصدقائه المقربين على موقع بى بى سى عربى: «إن تعليمه متواضع، ولم يكن مطلعًا على القرآن قبل وصوله إلى أمريكا، وفى البداية كان شخصًا عاديًّا، لكن عندما عجز عن الحصول على فرصة عمل كسائق أصبح مكتئبًا وانقطع عن الجالية الأوزبكية هنا، وسيطر عليه شعور بالغضب والكراهية».

وتقول جريدة «نيويورك تايمز» إن سايبوف كان بالكاد يتحدث الإنجليزية عندما وصل إلى الولايات المتحدة وسعى للعمل سائق شاحنة وسائق تاكسى فى شركة «أوبر».

سايبوف مثل كثيرين غيره تحولوا نحو التطرف والعنف لأسباب بالأساس اجتماعية وليست دينية، فهم من الأصل ليس لهم علاقة تذكر بالفقه الإسلامى والتفسيرات المتشددة للدين، وسماهم البعض الذئاب المنفردة لأنهم غير معروفين لأجهزة الأمن، ولا يراهم الناس كمتطرفين، كما أنهم غالبا لا ينتمون تنظيميا لتنظيم دينى متطرف، إنما يتبنون أفكاره عن بعد وفى الخفاء وبشكل منفرد أو فى لحظة تنفيذ العملية الإرهابية.

إن كل الدراسات التى خرجت لتحلل ظاهرة الإرهاب الجديد فى أوروبا وأمريكا تقول إن قلة من هؤلاء سافروا إلى سوريا وكثرة منهم تابعوا مواقع داعش ومغرياتها الإلكترونية والدعائية، وغالبيتهم الساحقة مواطنون أمريكيون أو أوروبيون من أبناء المهاجرين ومن ساكنى الضواحى الفقيرة والمهمشة، والتى يعيش فيها المهاجرون فى جيتو منعزل عن نمط الحياة الغربى، كما أنهم فشلوا فى تحقيق نجاحات مهنية فى حياتهم العملية، وعانى معظمهم من فشل دراسى مبكر، كما أن أعمارهم تتراوح بين 23 و30 عاما باستثناءات قليلة (قاتل مانهاتن يبلغ من العمر 29 عاما).

واللافت أن ماضى هؤلاء لا علاقة له لا بالدين ولا الفكر الجهادى المتطرف (كما عرفته التنظيمات الجهادية العنيفة فى سبعينيات القرن الماضى) فقد ارتكب كثير منهم جرائم جنح وسرقات وبيع مخدرات وغيرها، ومع تعمق قناعتهم بأنهم يعانون من القهر والتهميش والظلم، سواء فى أوروبا أو فى العالم العربى، بدأوا فى التحول من الإجرام إلى التكفير لتبرير العمل الإرهابى.

لو قرر ترامب إعدام قاتل مانهاتن أو غلق باب الهجرة لأمريكا فلن تحل مشكلة الإرهاب الجديد، فالقضية لم تعد أساسا دينية أوعقائدية، إنما صارت اجتماعية تتعلق بصلب المجتمعات الغربية، وتخص بشرا ولدوا وعاشوا فيها وليسوا فى غالبيتهم الساحقة مهاجرين، وما لم تحل مشكلات هذا الواقع المعاش فى الغرب والشرق فسيبقى إرهاب داعش حاضرا فى كل مكان حتى بعد هزيمة التنظيم وتفكيكه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قاتل مانهاتن قاتل مانهاتن



GMT 03:46 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بائع الفستق

GMT 03:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

على هامش سؤال «النظام» و «المجتمع» في سوريّا

GMT 03:42 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

دمشق... مصافحات ومصارحات

GMT 03:39 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

السعودية وسوريا... التاريخ والواقع

GMT 03:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ورقة «الأقليات» في سوريا... ما لها وما عليها

GMT 03:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

امتحانات ترمب الصعبة

GMT 03:33 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تجربة بريطانية مثيرة للجدل في أوساط التعليم

GMT 03:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

موسم الكرز

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon