توقيت القاهرة المحلي 09:36:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قاتل مانهاتن

  مصر اليوم -

قاتل مانهاتن

بقلم : عمرو الشوبكي

قاتل حى مانهاتن فى مدينة نيويورك الأمريكية نموذج متكرر لمئات المسلمين الذين يعيشون فى عواصم غربية، وقرروا التطرف فجأة فى أعقاب فشل دراسى أو مهنى، أو تهميش اجتماعى أو عنصرى، أو اضطراب نفسى.

منفذ عملية منهاتن نموذج مثالى لهذا البروفايل المشوه «للإرهابيين الجدد»، والذى شهدنا كثيرا مثله فى أوروبا وأمريكا، فهو مهاجر مسلم من أوزبكستان، اسمه سيف الله حبيبُ اللايفيتش سايبوف، متزوج ولديه ثلاثة أطفال، ويبلغ من العمر 29 عاماً، وصل إلى الولايات المتحدة قبل سبع سنوات، وأقام فى ولاية فلوريدا، إلى أن قصد نيويورك لتنفيذ عمليته الإرهابية التى انتهت بمقتل 8 أشخاص وإصابة 12 شخصا.

وسايبوف له سجل إجرامى يتضمن بالأساس مخالفات مرورية، وذكر أحد أصدقائه المقربين على موقع بى بى سى عربى: «إن تعليمه متواضع، ولم يكن مطلعًا على القرآن قبل وصوله إلى أمريكا، وفى البداية كان شخصًا عاديًّا، لكن عندما عجز عن الحصول على فرصة عمل كسائق أصبح مكتئبًا وانقطع عن الجالية الأوزبكية هنا، وسيطر عليه شعور بالغضب والكراهية».

وتقول جريدة «نيويورك تايمز» إن سايبوف كان بالكاد يتحدث الإنجليزية عندما وصل إلى الولايات المتحدة وسعى للعمل سائق شاحنة وسائق تاكسى فى شركة «أوبر».

سايبوف مثل كثيرين غيره تحولوا نحو التطرف والعنف لأسباب بالأساس اجتماعية وليست دينية، فهم من الأصل ليس لهم علاقة تذكر بالفقه الإسلامى والتفسيرات المتشددة للدين، وسماهم البعض الذئاب المنفردة لأنهم غير معروفين لأجهزة الأمن، ولا يراهم الناس كمتطرفين، كما أنهم غالبا لا ينتمون تنظيميا لتنظيم دينى متطرف، إنما يتبنون أفكاره عن بعد وفى الخفاء وبشكل منفرد أو فى لحظة تنفيذ العملية الإرهابية.

إن كل الدراسات التى خرجت لتحلل ظاهرة الإرهاب الجديد فى أوروبا وأمريكا تقول إن قلة من هؤلاء سافروا إلى سوريا وكثرة منهم تابعوا مواقع داعش ومغرياتها الإلكترونية والدعائية، وغالبيتهم الساحقة مواطنون أمريكيون أو أوروبيون من أبناء المهاجرين ومن ساكنى الضواحى الفقيرة والمهمشة، والتى يعيش فيها المهاجرون فى جيتو منعزل عن نمط الحياة الغربى، كما أنهم فشلوا فى تحقيق نجاحات مهنية فى حياتهم العملية، وعانى معظمهم من فشل دراسى مبكر، كما أن أعمارهم تتراوح بين 23 و30 عاما باستثناءات قليلة (قاتل مانهاتن يبلغ من العمر 29 عاما).

واللافت أن ماضى هؤلاء لا علاقة له لا بالدين ولا الفكر الجهادى المتطرف (كما عرفته التنظيمات الجهادية العنيفة فى سبعينيات القرن الماضى) فقد ارتكب كثير منهم جرائم جنح وسرقات وبيع مخدرات وغيرها، ومع تعمق قناعتهم بأنهم يعانون من القهر والتهميش والظلم، سواء فى أوروبا أو فى العالم العربى، بدأوا فى التحول من الإجرام إلى التكفير لتبرير العمل الإرهابى.

لو قرر ترامب إعدام قاتل مانهاتن أو غلق باب الهجرة لأمريكا فلن تحل مشكلة الإرهاب الجديد، فالقضية لم تعد أساسا دينية أوعقائدية، إنما صارت اجتماعية تتعلق بصلب المجتمعات الغربية، وتخص بشرا ولدوا وعاشوا فيها وليسوا فى غالبيتهم الساحقة مهاجرين، وما لم تحل مشكلات هذا الواقع المعاش فى الغرب والشرق فسيبقى إرهاب داعش حاضرا فى كل مكان حتى بعد هزيمة التنظيم وتفكيكه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قاتل مانهاتن قاتل مانهاتن



GMT 09:08 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

7 فرق و11 لاعبًا نجوم البريمييرليج!

GMT 08:51 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 08:49 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

دمامة الشقيقة

GMT 08:48 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوريا الجديدة والمؤشرات المتضاربة

GMT 08:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هجمات رأس السنة الإرهابية... ما الرسالة؟

GMT 08:46 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط الجديد: الفيل في الغرفة

GMT 08:44 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 08:43 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانون السوريون وفخ المزايدات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 09:30 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الداخلية المصرية تكشف حقيقة سقوط صاروخ في إحدى قرى أسوان
  مصر اليوم - الداخلية المصرية تكشف حقيقة سقوط صاروخ في إحدى قرى أسوان

GMT 23:59 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب
  مصر اليوم - نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 00:24 2023 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يهدد بتصعيد أزمة الشحات والشيبي للفيفا

GMT 06:06 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

شاومي تعلن عن حدث في نيويورك بداية الشهر القادم

GMT 23:00 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الشاعِرة سندس القيسي تُصدِر كتابها الشعري الثاني

GMT 03:05 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أسعار الخضراوات في الأسواق المصرية الجمعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon