توقيت القاهرة المحلي 02:19:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المقاومة الشعبية والمسلحة

  مصر اليوم -

المقاومة الشعبية والمسلحة

بقلم - عمرو الشوبكي

مخطئ من يتصور أن عملية ٧ أكتوبر هبطت من السماء على إسرائيل، فى حين أنها، كما قال أمين عام الأمم المتحدة، نتاج سياق من القهر والظلم والتنكيل بالشعب الفلسطينى أفرز هذه العملية.

والحقيقة أن فلسطين ربما تكون البلد الوحيد الذى عجزت فيه المقاومة الشعبية والمسلحة أن تزيل الاحتلال وبقى جاِثما على صدور الناس منذ قيام إسرائيل رغم التوقيع على اتفاق أوسلو فى 1993.

لقد أخذت المقاومة صور انتفاضات شعبية فى 1987 و2000، فانتفاضة الحجارة التى جاءت فى أعقاب عملية دهس قام بها سائق شاحنة إسرائيلى يوم 8 ديسمبر 1987 بحق مجموعة من العمال الفلسطينيين العزل فى مخيم جباليا شمال قطاع غزة، لم يدفع أحدا فى العالم الغربى أن يصف السائق الإسرائيلى بأنه إرهابى مثلما يفعل مع المتطرفين من العالم العربى.

وقد كان هذا الاعتداء هو الشرارة التى فجرت «انتفاضة الحجارة»؛ حيث تظاهر الفلسطينيون فى مختلف المدن الفلسطينية وواجهتهم قوات الاحتلال بالأسلحة النارية والدبابات.

ويمكن القول إن انتفاضة الحجارة الملهمة خلقت مسار تسوية جديدة تمثل فى اتفاق أوسلو فى 1993، وبمقتضاه عادت منظمة التحرير إلى جزء من الأراضى الفلسطينية وأسست السلطة الوطنية، وحصلت على حكم ذاتى كخطوة على طريق بناء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.

ويمكن القول إنه بسبب السياسات الإسرائيلية التى قادها رئيس الحكومة الراحل أريل شارون واستكملها رئيس الحكومة الحالى بنيامين نتنياهو، تبخرت أحلام السلام وحل الدولتين، فشهدت الضفة الغربية تضاعفا فى أعداد المستوطنين 7 مرات على مدار 20 عاما، وأصبح حوالى 40% من أراضيها يسيطر عليها إسرائيل عبر بناء عشرات المستوطنات التى قضت تقريبا على حل الدولتين.

وعقب انهيار مسار أوسلو انتقلت المقاومة من الكفاح السلمى الشعبى إلى كفاح هجين بين المقاومة السلمية والمسلحة فى انتفاضة الأقصى فى عام ٢٠٠٠ والتى قمعتها إسرائيل بشدة، وبعدها تزايدت المواجهات المسلحة فى الضفة وغزة، حيث شهدت الأخيرة مواجهة عنيفة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل فى 2008، كما شهدت فى صيف 2014 خمسين يوما من المواجهات المسلحة قادتها حركة حماس، ثم شهد قطاع غزة مواجهات مسلحة أخرى بين حركة الجهاد وإسرائيل فى 2019 و2022، ثم فى شهر مايو من العام الماضى.

وجاءت عملية غزة الأخيرة التى نفذتها حركة حماس لتحسم تبنى المقاومة للخيار المسلح بكل تبعاته على الشعب الفلسطينى، وأصبحت المشكلة فى الحقيقة ليست فقط أو أساسا مع فصائل المقاومة وعلى رأسها حماس، إنما مع شعب بأكمله يرزح تحت سطوة احتلال استيطانى مدعوم من القوى الكبرى، وأن هذا الشعب جرب الوسائل المدنية والمسلحة ولم يستطع حتى اللحظة انتزاع استقلاله، وهو أمر قادم لا محالة مهما طال أو قصر الزمن أو تغيرت الوسيلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المقاومة الشعبية والمسلحة المقاومة الشعبية والمسلحة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 02:01 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إدانة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في قضية فساد
  مصر اليوم - إدانة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في قضية فساد

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon