توقيت القاهرة المحلي 14:27:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرأة فى حياتنا

  مصر اليوم -

المرأة فى حياتنا

بقلم : عمرو الشوبكي

 المرأة فى حياتنا هى النصف الآخر من الحياة نفسها، وهى الأم والزوجة والصديقة، وأحوالها هى عنوان لأى بلد، فإذا كنا نتحدث عن مساواة واقعية وإنسانية داخل المجتمع لا بالهتاف الإعلامى والشعارات الكذابة، فإن هذا يعنى أننا أمام مجتمع متقدم تحكمه قوانين وقيم إنسانية قائمة على العدل والمساواة بين القوى والضعيف، والرجل والمرأة، والكبير والصغير.
نماذج المرأة فى حياتى كانت ملهمة، فبعد أن توفى والدى، وكنت أنا وشقيقى فى سن الصبا، اختارت أمى أن ترعى ولديها وتستكمل تربيتهما بمفردها بكل إخلاص وتفانٍ، وحين انضممت إلى قافلة الزواج المتأخر واستمعت لسنوات الجملة الشهيرة: «الحق قبل ما يفوتك القطر» (بعد الأربعين)، لم أجد من زوجتى الطبيبة والأستاذة الجامعية إلا كل تفهم وإخلاص، وهذه القدرة النادرة على الربط بين جهد العمل وجهود البيت وتربية الأبناء، مهما تحدثت عن مساعدات جزئية أقوم بها على طريقة معظم الرجال.

أذكر حين سافرت إلى فرنسا للدراسة أننى وجدت فى أغلب الأحيان المرأة هى الأكثر «جدعنة» والتزاماً، فهن فى محاضرات الماجستير يحضرن كل المحاضرات، وهن الأكثر مساعدة لزملائهن، خاصة الطلبة الأجانب، بنصيحة أو بتصحيح لغوى لبحث.

مازلت أذكر كيف تصرف بعض أصدقائى العرب، أثناء دراستنا فى فرنسا، حين جاءوا إلى بلاد الغربة وهم متزوجون بفتيات عربيات من بلادنا، وحققوا نجاحات فى عملهم، وجنوا أموالاً كثيرة، ثم قرروا- بعد 20 عاماً من الزواج من بنات البلد- أن يتزوجوا بفتيات أخريات أصغر منهم بعشرين عاماً أو أكثر، وتصور كل منهم أن زوجته ستستكين وتقبل بما سيعطيه لها «أبوالعيال»، وأنهن لن يطالبن بحقوقهن، ولكنهم اكتشفوا أن القانون أعطاهن حقوقهن كاملة، وأنهن قسمن مع أزواجهن كل أموالهم التى جنوها، وأمامى أكثر من حالة حصلت فيها الزوجة القديمة على كامل حقوقها بعد الطلاق.

وبعد العودة إلى مصر فى 1997 (تاريخ تعيينى فى مؤسسة الأهرام) وجدت معادلة «لا مساواة» بين الرجل والمرأة موجودة فى كل مؤسساتنا البحثية والصحفية، وذلك أن عدد الباحثات المتدربات دائماً أكبر من الرجال، ولكن نسبة المعينين مثلاً فى مركز الأهرام للدراسات من الرجال أكبر من النساء، ولم تأتِ مديرة واحدة للمركز حتى الآن، ونفس الأمر ينسحب على المؤسسات الصحفية، فرؤساء التحرير من النساء استثناء نادر، وكل الصحف الكبرى فى مصر (الأهرام والأخبار والمصرى اليوم) لم تعرف رئيسة تحرير واحدة «تخزى العين»، وكل الفريق التحريرى فى «المصرى اليوم» من الرجال بلا استثناء.

مفارقة أن تكون نسبة النساء فى صحافة مصر قريبة من نسبة الرجال، وفى بعض الأحيان تفوقها، وفى نفس الوقت فإن قيادات الصف الأول فى هذه الصحف غالبيتهم الساحقة من الرجال.

مظاهر لا مساواة فى كل مناحى العمل وفى النظرة للمرأة مازالت موجودة، وأحياناً مهيمنة داخل المجتمع المصرى، وعلينا فى يوم المرأة العالمى أن نعتبره فرصة للتضامن مع المرأة ودعوة إلى المساواة والعدالة فى عالم ميّز لفترات طويلة بين الرجل والمرأة، وأبقى المساواة لفترات طويلة حاضرة شعاراً لم يُطبق على أرض الواقع.

المرأة فى حياتنا وفى حياتى كانت فى أغلب الأحيان النماذج المضيئة والمشرقة.

نقلًا عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة فى حياتنا المرأة فى حياتنا



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:09 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
  مصر اليوم - دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 11:47 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما
  مصر اليوم - أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon