توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ورقة أردوغان القطرية

  مصر اليوم -

ورقة أردوغان القطرية

بقلم : عمرو الشوبكي

وصلت المدرعات التركية إلى قطر، وأعلن عن بدء مناورات عسكرية مشتركة بين البلدين، قيل إن موعدها معدٌّ سلفاً، فى نفس الوقت الذى تنتهى فيه المهلة التى قدمتها الدول العربية الأربع لقطر لتنفيذ 13 مطلباً تتعلق بوقف أنشطتها الإرهابية وتسليم مطلوبين بتهم إرهاب وإغلاق قناة الجزيرة.

وبعيداً عن صحة ما قالته قطر من عدمه بأن هذه المناورات جزءٌ من اتفاقات سابقة، إلا أننا فى النهاية أمام واقع جديد، هو وجود قوات تركية فى الخليج العربى بناء على طلب دولة عضو فى مجلس التعاون الخليجى، وأن تركيا لها حسابات فى المنطقة ستؤثر حتما على تحركات الدول العربية الأربع فى مواجهة قطر.

وبدخول تركيا على «خط المواجهة» العربية القطرية، تغير جانب من المعادلة، فهى ليست قوات إيرانية، وهو ما لم تكن ستقبله أمريكا، ومعها الحاضنة السنية فى الخليج العربى كله، إنما هى قوات دولة حليفة للسعودية وباقى دول الخليج باستثناء مصر، وبذلك تصعّب من مهمة التحالف الرباعى العربى فى مواجهة قطر.

أما حسابات أردوجان من هذا التحالف، فهى سياسية بالأساس أكثر منها اقتصادية (وإن كان لا يخسر الاستفادة الاقتصادية)، فهو يدعم دويلة صغيرة تمثل امتدادا إخوانيا لسياساته فى المنطقة، فأردوجان تواطأ مع الإرهاب ودعم الجماعات الإرهابية فى سوريا حتى انقلبوا عليه عقب تنسيقه مع روسيا، ونفذوا عمليات إرهابية داخل تركيا استهدفت مدنيين وعسكريين أتراكا، فاضطر أردوجان أن يدخل فى مواجهات عنيفة معهم.

قطر صورة مشوهة ومسخ من السياسات التركية فى المنطقة، سواء فى تحالفها مع الإخوان، أو دعمها للجماعات الإرهابية والتكفيرية فى أكثر من مكان، سواء فى ليبيا أو سوريا.. صحيح أن تركيا لديها ركائز قوية لهذه السياسة، فهى لديها دولة قوية وحزب إسلامى حاكم له قواعد شعبية ورئيس بقى فى السلطة 16 عاما يصنع تحالفاته الدولية بصورة براجماتية تجعله يتنقل من التحالف مع أمريكا إلى روسيا بسلاسة مدهشة.

لقد أعلن أردوجان رفضه المطالب العربية التى قُدمت إلى قطر، وأسهب فى الدفاع عن قناة الجزيرة، ونسى أو تناسى أنه أغلق 3 وكالات أنباء تركية و16 قناة تليفزيونية و23 إذاعة و29 صحيفة، وسجن 286 صحفيا، وفى نفس الوقت يتهم الدول العربية بغياب الديمقراطية (وهو صحيح)، ولكنه أيضا أسس نظاماً غير ديمقراطى ينتهك بصورة أكبر من نظم عربية كثيرة الديمقراطية وحقوق الإنسان.

الورقة التركية فى قطر ورقة مهمة ومؤثرة، ودول الخليج مطالبة بوضع حدين أقصى وأدنى لمطالبها، فعليها أن تعطى نافذة أو هامشا يمكن لقطر أن تخرج منه بأن تحافظ مثلا على خط سياسى خاص بها حتى لو كان قائما على الخداع والتلفيق، إنما لن يسمح لها مرة أخرى بدعم الإرهابيين فى ليبيا أو سوريا أو العراق أو فى أى مكان آخر فى العالم، كما لم يعد مقبولا لأبواقها الإعلامية أن تبرر الإرهاب وتحرض على العنف تحت أى ظرف.

على الدول الخليجية الثلاث أن تراجع أوراق قوتها جيدا، وتعمل على تحييد ورقة أردوجان القطرية، أو على الأقل وقف دعمها لقطر حتى تخرج منتصرة من هذه المعركة الصعبة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ورقة أردوغان القطرية ورقة أردوغان القطرية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon