توقيت القاهرة المحلي 00:02:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المغرب.. بريق الهدوء

  مصر اليوم -

المغرب بريق الهدوء

بقلم - عمرو الشوبكي

ذهبت إلى المغرب فى نهاية الأسبوع الماضى لحضور المؤتمر السنوى لشبكة «اليورميسكو»، التى تضم ما يقرب من 106 مراكز بحثية وفكرية فى جنوب وشمال المتوسط، وبمشاركة عدد كبير من الباحثين والدبلوماسيين العرب والمصريين والأجانب.

المغرب بلد يدهشك بإصلاحاته المتدرجة اقتصاديا وسياسيا، وبقدرته على التحول نحو الديمقراطية وإجراء إصلاحات من داخل النظام تمثلت فى دستور جديد وفى حيوية حزبية وسياسية رغم شكوى الكثيرين من ضعف الأحزاب السياسية بلا استثناء.

وقد نجح المغرب فى دمج تيار إسلامى معتدل، لم يسمح له منذ البداية أن يدخل الساحة السياسية إلا كحزب مدنى منفصل تماما عن الجماعة الدينية والدعوية (التوحيد والإصلاح)، وملتزم بالنظام الملكى والدستور المدنى المغربى، على عكس ما جرى فى مصر حين وصل الإخوان للسلطة كجماعة دينية غير مرخص لها قانونا ولها ذراع سياسية راغبة فى الهيمنة على كل مقاليد البلاد.

هذا الحزب (الحاكم) فى المغرب هو العدالة والتنمية الذى نجح للمرة الثانية فى أن يحتل المرتبة الأولى فى الانتخابات التشريعية المغربية، فى حين جاء حزب الأصالة والمعاصرة، الذى تأسس حديثا وقيل إنه مدعوم من السلطة الملكية، فى المركز الثانى، ثم جاء حزب الاستقلال (التاريخى الذى يقارن بالوفد المصرى) فى المركز الثالث.

والحقيقة أن الحياة السياسية فى المغرب استقرت بدرجة كبيرة بعد فترة طويلة من الشد والجذب والصراعات الحادة، واتضحت قواعد اللعبة السياسية التى قامت على احترام إرادة الناخبين والحزب الذى يختاره الناس مهما كان موقف السلطة الملكية منه، ولذا علينا ألا نندهش حين نعرف أن الحزب الذى دعمته الدولة والسلطة الملكية لم يستطع أن يحصل على الأغلبية فى الانتخابات الأخيرة وحل ثانيا عقب حزب العدالة والتنمية الذى شكل الحكومة الحالية.

والحقيقة أن المغرب قدم خبرة عكس تجارب حزب السلطة فى مصر، فحين أنشا الرئيس السادات حزب الدولة، الوطنى الديمقراطى، فإنه اكتسح كل الانتخابات التى دخلها، ولم يكن من الوارد أن يخسر أى انتخابات على عكس ما جرى فى المغرب حين خسر الحزب المدعوم من الدولة الانتخابات الأخيرة، ولم يفرضه الملك على الشعب والبرلمان لتشكيل الحكومة.

النظام المغربى أكثر ذكاء من كثير من النظم العربية الأخرى، ويتمتع ببريق الهدوء، فهو نموذج سياسى وحضارى مستقر، والملكية فيه ضاربة فى جذور التاريخ منذ قرون طويلة، وعرفت تراكما تاريخيا جعل البلد نموذجا للاستقرار فى المنطقة، فلا تتوقع أن يشهد تغييرات فجائية أو ثورية رغم مشاكله الكثيرة، إنما هو دائما يحدث تغييرات إصلاحية، أعطت لنموذجه المحافظ بريقا كبيرا.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغرب بريق الهدوء المغرب بريق الهدوء



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:53 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 23:59 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب
  مصر اليوم - نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 00:24 2023 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يهدد بتصعيد أزمة الشحات والشيبي للفيفا

GMT 06:06 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

شاومي تعلن عن حدث في نيويورك بداية الشهر القادم

GMT 23:00 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الشاعِرة سندس القيسي تُصدِر كتابها الشعري الثاني

GMT 03:05 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أسعار الخضراوات في الأسواق المصرية الجمعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon