بقلم - عمرو الشوبكي
تلقيت رسالة من الأستاذ سامى لبيب مترى، رئيس مجلس إدارة جمعية محبى التراث القبطى، تتفاعل مع ما جاء فى مقالى يوم الاثنين الماضى تحت عنوان «التراث استثمار»، وشرح فيها الرجل أنشطة الجمعية، وأكد أيضا على أهمية التنمية الثقافية، وقال:
الدكتور عمرو الشوبكى تحية طيبة وبعد،
بالإشارة إلى عمودكم «معا» بجريدة «المصرى اليوم» يوم 17 / 7 / 2023، وتعليقكم بخصوص الاستثمار فى موضوع هام وهو التراث، والتأكيد على ضرورة امتلاك مشروع «للتنمية الثقافية» كما هو سائد عالميا.
ويحضرنى فى هذا المجال قضية مرتبطة بذلك وهى إحياء المناطق التراثية وجعلها «حية»، وذلك بالاستفادة من مشاركة القطاع الخاص والأهلى بدلا من الضغط على ميزانية الدولة. وهناك أمثلة ناجحة لذلك أبرزها بيت السنارى بالسيدة زينب الذى تشغله حاليا مكتبة الإسكندرية، ويعتبر إحدى منارات التنوير والأنشطة الثقافية بالقاهرة. ومن منبركم التنويرى أقدم مقترحات أخرى بالتفكير مرة أخرى فى اختيار بعض الأماكن وتسليمها لجمعيات من المجتمع المدنى التى يكون نشاطها متصلا بالتراث... على أن تعمل الجمعية على الحفاظ على المكان وإحيائه وتنميته.
من جانبه أعتبر الأستاذ سامى أن جمعية محبى التراث القبطى مستعدة أن تساهم بدور فى تنمية هذه المناطق، باعتبارها جمعية أهلية مرخصا لها بالعمل، وهناك طبعا المئات من الجمعيات الأخرى التى يمكن أن يكون لديها استعداد للقيام بنفس هذا العمل.
وعرّف الرجل تاريخ الجمعية، وقال إنها بدأت نشاطها فى 1998 من مجموعة اختاروا أن يُعرّفوا أنفسهم أنهم من محبى التراث القبطى، وكان هاجسهم هو التعريف بهذا التراث لكل من حولهم، وهكذا تبلور هدف الجمعية لتأخذ اسمها الحالى «جمعية محبى التراث القبطى»، وهدفها هو «تنمية الوعى بأهمية التراث القبطى كتراث لكل المصريين، وذلك من خلال علاقته بما قبله من تراث مصرى قديم وما بعده من تراث إسلامى وحديث». تعددت الأفكار ونمت الوسائل التى تمكن الجمعية من تحقيق أهدافها، ويمكن أن نوجزها فى أنشطة ثقافية واجتماعية وفنية، بجانب تكريم الشخصيات العامة والهيئات، كما أقامت الجمعية العديد من المعارض الفنية فى مكتبة الإسكندرية، وفى الهناجر وكنائس مختلفة، كما حظيت حفلاتها الموسيقية باهتمام الكثيرين.
وقد قامت الجمعية بأنشطة مشتركة مع البعثات الأثرية؛ مثل البعثين البولندية والفرنسية، كما قامت أيضا بأعمال مشتركة مع المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى بالقاهرة، وجماعة أصدقاء التراث العربى المسيحى، وغيرهم.
يقينا جمعية محبى التراث القبطى واحدة من عشرات الجمعيات فى مصر التى يمكن للدولة أن تدخلها كشريك فى مشاريع التنمية الثقافية، سواء بالإشراف على أماكن أثرية بعينها وتنميتها وفق قواعد تضعها الدولة، أو إعطائها مساحات جديدة للعمل والقيام بدور تنويرى ثقافى داخل المجتمع.