توقيت القاهرة المحلي 06:34:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النقاش التونسى

  مصر اليوم -

النقاش التونسى

بقلم - عمرو الشوبكي

هناك جدل في تونس حول القيود السياسية والأزمة الاقتصادية، وهناك بيان نقابة الصحفيين الذي عبر عن قلقه مما سماه «القيود الممنهجة على الصحافة»، وهناك أخيرا تصريحات الاتحاد التونسى للشغل التي قال فيها إنه لن يكون شاهد زور على إجراءات اقتصادية لا يوافق عليها، مع ملاحظة أن الاتحاد كان من مؤيدى الرئيس قيس سعيد في قراراته الاستثنائية.

والمعروف أن تونس تشهد حالة من الاستقطاب السياسى منذ أن اتخذ الرئيس قيس سعيد في يوليو 2021 قراراته الاستثنائية بوقف العمل بالدستور وتجميد عمل البرلمان ثم حله، وبعدها قام بتشكيل حكومة جديدة أعقبها وضع دستور جديد عرض على الشعب في استفتاء عام في يوليو 2022 ونال موافقة 94% من الشعب، ثم أجريت في نهاية العام الماضى انتخابات تشريعية شارك فيها حوالى 11% من التونسيين وقاطعتها معظم الأحزاب السياسية.

والمؤكد أن هناك تيارا مشتبكا مع مشروع الرئيس سعيد «بمنطق صفرى»؛ بمعنى هو يرفض كل ما جرى ويصفه بالانقلاب ولا يعترف بالدستور الجديد، ويطالب برحيل الرئيس الذي جاء للحكم في انتخابات ديمقراطية حرة حصل فيها على 76% من أصوات الناخبين، ويعتبر الفترة السابقة على قيس سعيد «فترة ذهبية» نعمت فيها تونس بالديمقراطية، في حين أن قطاعا واسعا من الشعب التونسى لم ير ذلك، واعتبر أنها كانت نموذجا للفشل وسوء الأداء وكرست لسياسة توزيع «المغانم» بين الأحزاب وخاصة حركة النهضة.

والحقيقة أن الفارق بين المشروع السابق الذي قادته حركة النهضة قبل قيس سعيد وبين مشروعه الحالى، يكمن في أن الأول مشكلته كانت هيكلية أي في دستوره الهجين الذي أنتج نظاما عاجزا عن الفعل والإنجاز حين كان هناك رأسان متنازعان للسلطة التنفيذية هما رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، وهو أمر من المستحيل أن نجده في أي نظام سياسى آخر، فالنظم البرلمانية تعرف رأسا واحدا للسلطة هو رئيس الوزراء المنتخب من البرلمان، وفى النظم الرئاسية هو رئيس الجمهورية المنتخب من الشعب.

أما مشروع الرئيس الحالى فمشكلته الأساسية تكمن في ضعف الأداء، والوقوع في فخ الشعارات البراقة على حساب القدرة على الإنجاز الحقيقى، أما انتقاله إلى النظام الرئاسى فهو يمثل نقطة إيجابية ومطلوبة لبناء نظام سياسى جديد يكون فيه رأس واحد للسلطة التنفيذية هو رئيس الجمهورية يقابله برلمان يراقب وسلطة قضائية مستقلة.

صحيح أن الدستور الحالى فيه بعض المواد التي تحتاج لتغيير وغير متعارف عليها في النظم الرئاسية الديمقراطية، إنما سيظل مبدأ التحول نحو النظام الرئاسى صحيحا.

ومن هنا يصبح الخيار الأنسب لتونس هو الحفاظ على المسار الحالى وإصلاحه من داخله، سواء بأن يدعم الاتحاد التونسى مرشحا يكون قادرا على الفوز العام المقبل على الرئيس الحالى، أو أن يضطر الرئيس لإجراء إصلاحات من داخل نظامه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النقاش التونسى النقاش التونسى



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon