توقيت القاهرة المحلي 07:40:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نقاش عربي

  مصر اليوم -

نقاش عربي

بقلم - عمرو الشوبكي

جمعنى نقاش مع عدد من الأصدقاء العرب حول أسباب المواجهات الدموية التي جرت في سوريا والعراق وليبيا، واعتبر البعض أن الحروب التي شهدتها هذه البلدان هي جزء من مؤامرة كونية حركت «الربيع العربى» وأدت للدمار والخراب الذي شهدته سوريا وليبيا، في حين اعتبر آخرون أن ماجرى في هذه البلدان كان بسبب طبيعة النظم التي شهدتها، وأدت إلى هذه النهايات والأوضاع المأساوية.

والحقيقة أن ضعف الدولة في العراق وغيابها وانقسام مؤسساتها في ليبيا جعل البعض يقول إن الحل في عودة نظام قوى مركزى ولم يتردد من استخدام كلمة ديكتاتورى يعيد النظام والأمن في البلاد التي تعانى من أزمات وانقسامات سياسية، وأكد البعض على أن العراق بلد لايمكن حكمه إلا بنظام، مثل صدام حسين جديد، وأننا بلاد لا تصلح فيها الديمقراطية إنما فقط تحت قيادة مستبد عادل، على اعتبار أن الوضع في عهد الرئيس صدام كان أكثر أمنا وتقدما ورخاء من الوضع الحالى، وهو جزئيا صحيح، لكنه ينسى أو يتناسى، أن نظام صدام حسين هو المسؤول الأساسى عما وصل إليه العراق من أزمات، فقد دخل في حرب 7 سنوات مع إيران وبمجرد انتهائها بأشهر معدودة قرر أن يغزو الكويت ويشطبها من على خريطة العالم ويضمها للعراق.

والحقيقة أن «أصل الداء» في مآسى العراق هو صيغة «المستبد العادل» (الذى ليس هناك ضمانة أن يكون عادلا) وغياب الحد الأدنى من النقاش حول قرارات مصيرية، مثل الحروب والغزوات، فالاستبداد هو الذي جعل لا أحد قادر على رفض قرار صدام حسين بغزو واحتلال الكويت، لأنه لايوجد باحث مبتدئ في مجال العلاقات الدولية إلا وسيقول مستحيل سيسمح للعراق باحتلال بلد نفطى ثرى في قلب المنظومة العالمية، مثل الكويت، حتى لوأعلنت أمريكا على سبيل الخداع عدم اهتمامها بغزو الكويت.

نفس «الحديث العراقى» تكرر في ليبيا فالصراع المسلح بين فرقاء الساحة السياسية وضعف الدولة أو غيابها جعل البعض يقول إن الحل في العودة للنظام القديم، وهى مقولة تتناسى أن بقاء القذافى 42 عاما في السلطة أضعف مؤسسات الدولة وأنهى أي فرق بينها وبين النظام السياسى القائم، فتحول الجيش من مؤسسة وطنية إلى كتائب واستهدف بالأفكار الشعبوية (الجماهيرية) مهنية أجهزة الدولة من شرطة وقضاء وجهاز إدارى، فكان سقوط نظامه مساويا لسقوط تلقائى لأجهزة الدولة، وأن ما يجرى في العراق وليبيا ليس فقط نتاج جرائم الاحتلال الأمريكى في الأولى أو تدخل الناتو في الثانية إنما أيضا بسبب طبيعة النظام الذي حكم في البلدين.

النقاش حول تجارب التغيير في العالم العربى حديث ذو شجون، خاصة في ظل تعثر معظم هذه التجارب، ويظل مهما معرفة الأسباب وأخذ العبر والدروس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقاش عربي نقاش عربي



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon